ثمار

اكتشفتُ البارحة!!…(تفاصيل يوم مدرسي)

اسلام1

اكتشفتُ البارحة:

لماذا نسيرُ بالمقلوبِ للوراء….

لماذا سنبقى كذلك…لـ(وقتٍ طويل)

تمهيد:

الحق بيِّن… الباطل بيِّن… الشكُ لا لون له….

لكن البشر هم من يصابُ بالعمى(1)

درس النقل:

الشعارات الرنانة التي استوردناها من الخارج

كحالِ الكثيرِ من ملابسنا وأحذيتنا

وأثاثنا… تصلُ مشوهة

يهشمها اختلاف الأجواء…والأرض…

ورداءةِ الناقل

ويزيدها هذا قبحاً على ما هي عليه!

درسُ الخرافة:

ساس يسوس…..

كلامٌ منمقٌ كثير….

ربما يعجبُك الرنين… لكنها أساورُ من النحاس!

هناك أشياءُ في البُعد تبدو خرافية الروعة

ولكن كل الخرافات… لم يحدث أن تطورت إلى حقائق…

متى نعي ذلك… ونوقِفُ سيل اللعاب؟!

درس الفيلسوف:

الفلسفة هي في حقيقة الموت عطشاً

للاحتفاظِ بمادة الدرس…

والتي تمثل كُوبَ ماءٍ كاملِ الدسم

هنيئاً الموت لكم….

لكن… أعزائي الفلاسفة:

عليكُم قبل تشريحِ الماءِ

بدلاً عن شربه…

معرفة الفرق بين التضحية والانتحار…

ما تقومون به….(فعلٌ طائش)

الاستراحة:

السياسة… اسمُ الدلال

لتجارةِ الكلام!!

الفوضى القبيحة… دائماً أعلى صوتا

لا تنخدعوا إن سمعتمُ التصفيق لها….

بعضهم يصفقُ فقط كي تكف عن الصراخ

استئناف:

المنادون بالديمقراطية… هم أول من سيدهسونك

إن وقفت في طريقهم

هناك أراء ولكن… هناك (أراء أسمى)

وكلنا يأخذ دوراً حين نمثل في مزرعةِ الحيوانات(2)

يقولون اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية

نعم إنه لا يفسِدُ قضيةً واحدة….

إنه يفسدُ (قضيتين) في المرةِ الواحدة!!

وهو لا يُفسِدُ الود… بل (يُلغيه) تماما!!

إن اختلفنا ما بيننا لن يكون مودة

ما بيننا سيكون شفقةً ورثاء… أو(غضب)

درس الاختلاف:

لا يمكن أن أحترم رأياً يخالفني

لو احترمته لما اختلفتُ معه

نحنُ ندَّعي ذلك مجبرين…

كما نحنُ مجبرين على اعتناق الكثير من عاداتنا

وفضائلنا العصرية…

والتي لم يكنِ (الصدقُ) واحداً منها على الإطلاق!!

درس الوطن:

الوطنية تعني للكثيرين…

(معاداة) (النظام) فقط لا غير

وبين الكلمتين يُحذفُ (الوطــن)

في العقول… في الأجندة

….وحتى ما بين الكلمات

درس التشابه:

الساسةُ الصغار والساسةُ الكبار….. كلهم يتشابهون

نفسُ الكلام…نفسُ التفاصيل… نفسُ الجُمل

نفس الملامح… نفسُ الطُرُق … نفسُ الكذب

نفسُ الغضب

لا يبدعون… لا يعملون باجتهاد

نحن أيضاً… لا نزال… لم نجتهدْ

لا يجتهدون …لا نجتهدْ

عليه لا يحقُ لنا التساؤل:

لماذا عندنا تتشابه الأيامُ والعصورُ والبشر؟!

درس اليد:

يريدوننا أن نتفق…

حتى أصابِعُ اليدِ الواحدة

عدُها خمسةٌ فقط

متجاورة…خرجت من زندً واحد

لكن… ما اتفقت

درس الدعاء:

البعضُ يحملون جيناتٍ ثورية

ودماءٌ تجري في درجةِ الغليان

جاءوا للدنيا فقط من أجلِ القضية

وإن لم يجدوا شيئاً…. لصنعوا بأيديهم واحدة

من أجلها يحترقون ليشعلوا ثورة

ببساطة ألم أخبركمْ… هُم مخلوقاتٌ نارية!!

يقررون عن أنفسهم… وينتشون بمشهد النار

يقررون عنا..

وإن اقتضى الأمر

لا يرون مانعاً في حرقنا معهم

كي تذكى النار… وتكبرْ

إلهي قرر عنا أنت…

أنزل عليهم مطراً من الرحمة والنور

ليطفئهم.. ليغسلهم من النار…

ورفقاً بنا…

التوقيع: أصدقاء المطر

استراحة ثانية:

يصرخون… ينادون بالحرية… بالحوار

باحترامِ الرأي

تباً لهم… إنهم لا يسمعون

أنفسهم!!

درس قليلِ الحيلة:

قال: مرحى بالدكتاتورية…

لا للرأي والرأي الآخر

للديكتاتورِ – الذي لا يسمع-

صوتٌ واحد

ولذي الآراءِ الكُثر…

مسامعُ صماء…

أصواتٌ عدة…

كلٌ منهم… دكتاتورٌ أصغر

صوته أعلى… الكلُ ينافس

نحنُ فقط من نسمع….

قال:

لا للرأي والرأي الآخر

نحن سنكسب…

….

لن نصابُ بالصداع …لن نصابُ بالغباء… ولن نصاب بالصمم

سيزورنا الموتُ من دون حسرة

فلتخرس هذي الأصوات!!

درس التقنية والإعلام:

في عالمِ التلفاز والإذاعة

وشباك المعلومات التي تلفنا من كل جانب

لا تتوقع أن تصلك الحقيقةُ كاملة

ولا النوايا كاملة

ولا النصر كاملاً

ولا الهزيمةُ كاملة

في عصرنا علينا أن نفهم…

لا زال بعضُ البشر يمتهنُ الكذب

كما هو الحال  منذُ بدء الخليقة

والعالم الذي قد صار ضيقاً كقرية

لا يمكنه فضحُ الكذبِ المتقن…

بل يجعله ينمو أكثر… ينشرُهُ أسرع

استيقظوا يا بقية البشر

يأيها الأنقياء

ويأيها الذين لا يمارسون بــ(احتراف) مهنة الكذب

أخبركُم …..بعضهم لا زال يكذب… وهو ماهرٌ حد الغرور

ولا يخافُ انفضاح فعلهِ ويستمر…

يراهنُ على غيبوبتكم وغبائكم

استيقظوا…

لو اختفى الكذب

لكانوا قاموا بإلغاءِ السجونِ والمحاكم

لكنها لم تزل شامخة…

شاهدةً على ذكائهمْ…. و(غبائكمْ)

درس القصة:

بالأمس شهدتُ طعنتها الــ…. لا أعرف توقفتُ عن العد منذ الطعنةِ الخامسة بعد الألف..

لكن هذه السيدة لا زالت تتحرك…. ملأت الدماءُ والجروح جسمها… صارت بشعة.. لكن لا زالت تتحرك… فكرتُ كثيراً… يجبُ أن تكون هذه السيدة ميتةً

الآن… كيف بإمكانها أن تتحرك… كيف بإمكانها ألا تموت؟؟

واكتشفتُ السر فقط البارحة… يا للغباء… لقد ماتت حقاً… منذ الطعنةٍ الثالثة على الأكثر… إنهُ “زومبي”.. راوغنا جميعا.. وحل محلها…. هؤلاء الزومبي..لا

يموتون… يسكنون الأموات… ويحركونهم أيضاً..

أنا اعرفها قبل أن تتحول…. كانت جميلة…كانت نقية… إسمها كان يبدأ بحرفِ الدال…. كانت تُدعى ال(ديمقراطية)!!!

دق الجرس…. أغلقنا الكتاب

انتهى الدوام!!!

كان يوماً طويلاً!!!

هوامش

(1)   العمى: داءٌ يصيب الرؤية عجز الطب عن إيجاد دواءٍ له… والحل الوحيد لشفاء المرضى به هو…. المعجزات

(2)   مزرعة الحيوان (بالإنجليزية: Animal Farm) رواية من تأليف جورج أورويل لمن لم يقرأها عليه أن يفعل… لمن قرأها عليه مراجعتها

•      تنبيه: المادة أعلاه ليست شعراً!!

* كاتبة من السودان

زر الذهاب إلى الأعلى