عِنْدَ مُنْعَطَفِ حُلْمٍ
تَلِيدٍ
يَمْلَأُ الْمِلْحَ جُرْحَ
الْقَلْبِ يَتْرُكُهُ
شَرِيداً
يَمْلَأُ الدَّمْعُ قَافِلَةَ
الْوَدَاعِ يَتْرُكُهَا
فِي مَهَبِّ الرِّيحِ
للرَّمْلِ مِزْمَاراً
وَحِيداً
تَخْرُجُ مِنْ أَصْدَافِهَا
مِنْ تَوَهُّجِ نَبْعِهَا الدَّافِئ
كَامِلَةَ السُّفُورِ عَارِيةَ
النَّشِيدِ
تَفْضَحُ سِرَّ أَسْرَارِي
قَافِيَةٌ تَفِلُّ أَسْتَارَ
الحَدِيدِ
فِي زَمَانِ الانْكِفَاءِ
يَدْنُو اللَّيلُ مَكْسُورًا بِأَعْرَاسِ
الشَّهِيدِ
وَخُيُولُ الْفَجْرِ تَهْجُرُ نَبْلَهَا
تَأْوِي لِمَخَادِعِ الْعِشْقِ
الطَّرِيدِ
مِثْلِ انْفِلاقِ اللَّوْزِ
يَطِلُّ صُبْحُكِ مُثْخَنٌ
بِجِرَاحِ مَرْفَئِنَا
الْبَعِيدِ
يَعِيدُ تَرْتِيلُ الْهَوَى هَمْساً
فِي مِحْرَابِ ذَاكِرَتِي
وَقَدْ تَنَاءتْ خُطُى الْهَجْرِ
تَنْحَرُ نَجْمَةَ الصَّبْرِ
الوَلِيدِ
ضَجَّتْ جَحَافِلُ الدَّمْعِ
بِجَيْشٍ وَجْدٍ عَرَمْرَمِ
وَسِهَامُ الْحُزْنِ تَخْتَرِقُ
الوَرِيدَ
لِيَسْقُطَ الْقَلْبُ مُضَرَّجاً
بِشُعَاعِ فَجْرِكِ
وَإِشْعَاعِ بَلُّورِ عَيْنَيْكِ
الْعَنِيدِ
هَيَّا اختَمِي سَفَرَ الاحْتِرَاقِ
وَاشْعِلِي جَسَدِي فَتِيلاً
فِي ذِكْرَي مِيلادٍ
مَجِيدٍ
يَا تَمْرَةً سَقَطَتْ مِنْ نَخْلَةٍ
عَلَى شَطِّ شِرْيَانِ
الْمُرِيدِ
هَيَّا ادْخُلِي سِرْدَابَ حُزْنِي
بِعْثِرِيهِ
وَاجْتَبِي لِرَحِيقِ حُسْنِكِ
مِنْ دَمِي مَا طَابَ مِنْ أَلَقِ
القَصِيدِ
هَيَّا افْضَحِي سِرِّي
وَانْثُرِيهِ
عَلَى بِسَاطِ الرِّيحِ
تَحْمِلُهُ جَهُورٌ صَوْبَ
صَقِيعِ مَنْفًى مِنْ
جَلِيدٍ
* كاتب وشاعر من السودان