حينَ الصَّمتُ القاتلُ خَيَّمَ في الطرقاتْ
وحينَ القلقُ الماثلُ أحيا وجَعاً ماتْ
مشيتُ على أعتابِ اللحظةِ وحدي
تلعثمَ منِّي النبضُ وئيداً حينَ تكلَّمْ
بعثتُ لحدِّ الشَّمسِ جناحي
عادَ كئيباً عادَ رفاتْ
صَرَختْ فيَّ نجومُ اللَّيلِ وصاحَ البدرُ حزيناً “يا ملَّاحْ
مَنْ يَبكيكَ إذا ما صرتَ بغيرٍ جناحْ؟
مَنْ يُحذيكَ الرِّيشَ؟
ومَنْ يمنحُكَ القوَّةَ حتى تَبلغَ حدَّ الشمسِ فتبلغَ بعضاً مِنْ إصباحْ؟
يا ملَّاحْ
مَن يفديكَ إذا ما صِرتَ بغيرِ سلاحْ ؟!
يا ملَّاحْ
ما للأرضِ انصاعتْ للمغوينْ؟!!
يا ملَّاحْ
لاضوءَ يُنيرُ دروبَ المحرومينْ
غيرُ بريقِ عيونِ المحرومينْ!
يا ملَّاحْ
ليسَ لديكَ سواهُمْ
فاحذرْ بعثَكَ بعضَ أساهُمْ
يكفيهِمْ همَّاً ما أعياهُمْ”.
عُدتُ حزيناً لكنْ لَمْ أتعلَّمْ
رميتْ بِبحْرِ الصَّبْرِ شِباكي ثُمَّ رَجوتُ
صِدتُ الوجَعُ المُهلكَ ثُمَّ بكيتُ
صِرتُ المُضنى في الملكوتِ وصِرتُ المُعدمْ.
* شاعر من السودان