حِينَ أَخَذْتَ بِسَاعِدِي وَصَعَدْنَا
دَرْبًا يُخَضِّبُ رَمْلَهُ عَرَقُ
الْجُمُوعِ
دَرْبًا طَوِيلاً يَغْسِلُ وَجْهَهُ
مِنْ نَبْعِ شَعْشَعَةِ
الشُّمُوعِ
وَيَغْتَسِلُ مِنْ نَبْضِ رَاشِدٍ
يَحْتَسِي رَحِيقَ
جوزيفَ خَمْراً
مِنْ أَبَارِيقَ
يَسُوعَ
ضِرْعَهُ فَجْرُ الأَنْبِيَاءِ
يَنْتَمِي لِصَهِيلِهِ السِّرِيِّ
لإِيقَاعِ مِلْحِ الأَرْضِ
أَنَاشِيدٌ صَكَّتْ مِنْ
دُمُوعٍ
نَظَرْتَ يَا أَبَتَاهُ تَرْنُو
لِلْبَعِيدِ وَعُدْتَ وَحْدَكَ
تَحْمِلُ الْأَلْوَاحَ يُكَلِّلُكَ
الْخُشُوعُ
كَانَ عَزْمُكَ فَارِدًا لِرِيحٍ
مُشْرَعَهُ وَقَدْ تَقَطَّعَتْ سُبلِ
الرُّجُوعِ
كَانَ النَّجْمُ يَزْوِي مُتَرَنِّحاً
وَالشَّمْسُ تَنْفُثُ أَشِعَةَ الْفَجْرِ
السُّطُوعِ
لَقَدْ أَعْدَدْنَا مَا اسْتَطَعْنَا
مِنْ صَبْرٍ وَأَتْقَنَّا حِرْفَةَ
النَّمْلِ وَنَحْنُ نَمْضِي
يَا أَبَتَاهُ وَسْطَ أَحْزَانِ
النُّجُوعِ
هَالَنِي بَرِيقُ عَيْنَيْكَ
الذِي هَزَمَ ارْتَعَاشَ
الكَّفِّ وَهِيَ تُقَايِضُ
الدُّنْيَا وَسَقْطَ مَتَاعِهَا
بِهُتُافٍ يَخْتَرِقُ
الدُّرُوعَ
يَا بَدْرٌ مَسْكَنُهُ الضُّلُوعُ
غَدًا يَطِيبُ جُرْحُ أَوْطَانٍ
تَعَاقَرَ الفَقْرُ مَسْغَبَةً
وَجُوعاً
* شاعر وكاتب من السودان