في الَّليلِ تصحُو النَّواحِي القديمةْ،
تتوهُ الخُطَى في الطَّريِق القَديمْ..
الطَّريقُ الذي ضيَّعتهُ البيوتْ..
البُيُوتُ ستذكرُ زوَّارها
في الجهاتِ البعيدةِ،
أَنسَامَهَا
في الخريفِ البعيدْ..
.
.
ترى لا تزالُ على حالها في إنتظارِ المطرْ،
غِبطةِ العائدينْ..؟
.
.
وهل يعبَقُ الفجرُ فيها،
بقَهوَتِها،
عطرِ أشجارها،
وبالصَّوتِ أخضرَ عندَ الجِهَاتْ..؟
.
.
البيوتُ التي ودَّعتنا مريراً
ثمَّ عُدنَا إليها
بعدَ ليلِ المسافةِ
نمشي وئِيداً على جُرحِنَا..
فِتيَةٌ مُثقلونْ.
.
.
لا تموتُ البُيُوتُ
ولا تَنتَهي،
في ضَيَاعِ المسَافرِ،
ليسَتْ
تَضِيعْ.
* شاعر من السودان