ثمار

الكراهية فيروس يدمر النسيج الاجتماعي و الثقافي

مارتن

في حياتنا اليومية نتعلم الكثير من المحيط الذى حولنا مما يدفعنا للابتكار ، و اختلاق و اكتشاف العديد من الأشياء التي تسهم في الرقى الإنساني و الإعلاء من شانه بالإضافة لتوحيد الرؤى للاستفادة من الخيرات الكثيرة التي كرمنا بها الله دون سائر خلقه ، و الذي يجعلنا في مرتبة عالية يحسدنا عليها ابليس الذى يكره كل ما فيه الخير للبشرية فيعمل على تدميرها بشتى السبل ، مستغلاً ضعف البعض من قليلي الإيمان الغارقين في بحر الانانية و الكبرياء الفارغة ، و مستخدماً كل الوسائل الممكنة لتحقيق مآربه بغض النظر عن نتائجها لأن هدف الأساسي هو الدمار ليس إلا.

ما دعاني لكتابة هذه المقدمة الطويلة هو ما آلت إليه حالة الشباب في وطني ، و الذين عرف عنهم إنهم النواة الصالحة لقيادة الامة في قادم المواعيد ، بالإضافة لأدوارهم الرائدة في التنمية و النهوض بالوطن في كافة المجالات المختلفة ، هذا عوضاً عن انهم حماته من أي تدخلات خارجية قد تأتي رغبة في الاستيلاء على مكتسبات الأمة و خيراتها الطبيعية التي أصبحت محط انظار كل الدول الطامعة ، و لكن و آه من هذه الـ(لكن) فحالة الشباب تجنن العاقل و تحنن المجنون و تحزن المسكين لما أصابها من فيروس مدمر اسمه الكراهية.

فقد انجرف ثلة الشباب بشكل كورالي خلف الدعوات القذرة التي تفتك بالنسيج الاجتماعي لشعب هذا البلد الذي عرف منذ القدم بالوحدة ، الشهامة , المحبة و السلام ، ليأتي دعاة الحروب لنيل الأهداف و الأهواء الشخصية و يزرعون في عقولهم فتنة القبلية و العنصرية ، و ينفثون في صدورهم فيروز خطير و مدمر يدعى “الكراهية” و الذي أصاب أوصال الوطن في مقتل فشًل حركته ، و أوقف عجلة التنمية من الدوران قبل انطلاقتها و أغرق الوطن في بحور الدم و القتل العشوائي الذي لا داعي له ، ليتلذذ أولائكم القتلة و مصاصي الدماء بها.

بين يوم و ليلة انجرف فئة الشباب في بحر النعرات القبلية و الصراعات الوهمية دون وعي بما قد يحدث نتاج ذلك ،  لتجدهم في الوسائل الإعلامية و الاجتماعية الإلكترونية الإسفيرية المختلفة يتبادلون السباب بأقذع الألفاظ التي تصم الآذان بشكل كورالي غريب ، تقنن فيها خبراء الدمار بشتى أنواع الفنون التي ألقنت لهم من قبل كبيرهم الذي علمهم “إبليسوف الشيطاني” ، هذا الذي عرف عنه إنه لا يقف شيء أمامه في سبيل تحقيق غاياته التدميرية , إلا الله جلُ جلاله و الذي بيده روح هذا المخلوق الناري الغريب.

تبادل الشباب شتى أنواع الشتائم و الدعايات الداعمة لكل طرف أو قبيلة ينتمون لها , الكل ينشد و يطبل على طريقته الخاصة ،  و في خضم هذه الصراعات الوهمية كانت هنالك عدة اراحت ضحية “شمار في مرقة” جراء ذلك منهم على سبيل الذكر الإنسانية ، الوطنية ، التاريخ القديم و الحديث لهذه الدولة الوليدة ، نسى أولئك  الشباب أو تناسوا أدوارهم الرائدة في الإعلاء من شان هذا الوطن و النهوض به لمصاف الدول العظمى لما فيه من خيرات عظيمة كرمنا الله بها دون سائر الدول في المحيط الإقليمي و الدولي.

تذكروا أيها الشباب بأن الأوطان تبنى بسواعد فتيانها “شبابها” و انه “للأوطان في دم كل حرٍ يدٌ سلفت و دينٌ مستحق” وفقنا الله جميعاً لخير هذا الوطن الابيٌ.

* كاتب من جنوب السودان

* نُشرت هذه المادةتزامناً مع ملف الموقف الثقافي الذي تصدره جريدة الموقف الثقافي بجنوب السودان

زر الذهاب إلى الأعلى