-1-
أشعرُ بالبكاءْ
كم جرحاً لأفهم أنّ الندم شجراً ينبته تأملاتُ المساءْ
المساءُ البليدُ كقلبٍ يرى العافية في نباحِ الكلاب ، يعربدُ به الظنُ ليهتف الصباحُ سليل النباحْ
والجرحُ هل ينعمُ بالألم الملكي
الذي ينحته ، هو ، في قلوب المحبين الذين ربما فاقوا غيرهم بأن احتفظوا بالغباءِ تحت سترته المسماة وفاءاً
أشعرُ بالبكاءْ
أحتاج كوبَ ماءٍ و أطنان مناشف لأكنس أقاليم القلبِ من الفتيات اللائي يبسمن لي ، ثم يقلن عند ركام الفؤاد : كان مع الريح و مضى
ويواصلن الحبو في طرقات الحياة غير فطناتٍ إن الخطوط دائرية ، وإنك حزناً/فرحاً ستركب ، يوماً ، بصاً منه هطلت لتجد مَنْ ودعتهم مازالت أياديهم مرفوعةً و قد صارت لموتك ،أنت ، شواهدْ.
-2-
أشعرُ بالبكاءْ
فالمساء الذي كنتُ أراه يتلاعب بالقطط ، وكان يشعرني بالسآبة صار حزناً بذاكرتي الموبوءةٍ بأشباه أزمنةً عشتها زوراً
لأني مشرد
لا بيت لي ، بل أنا بيتٌ يبحثُ عن قاطنٍ يدخله دون مكانس
لا بيت لي
إني طريدٌ
لكن ومضة السعادة إذ تأتي عابرة مسالك الألم في المساءِ تفجر فيّ الغناء
“أنا لم أطردك بالفوانيس
ولم أفزعك بالنواقيس
غنِ يا حبيبي فللمساء اُذنْ”
-3-
أشعرُ بالبكاءْ
أنا والمساء مشردان
منح نفسه الاختباء و خصني بالبحث عنه
أمام الحوانيت وسط قطارات الفول المصري التي ترتحل أبداً مذ تفتح فمي على البوش عند العاشرة بتوقيت الطفولة البائسة.
-4-
أشعرُ بالبكاءْ
ولا دمع يرحمني بالبكاء
عليّ إذن الهتاف بالشموع
عند سبت الدموع : أحتاجُ فصحاً جديدا وصلبا وقطعة حبل.
* شاعر من جنوب السودان