الدراما و أهميتها (2)
في المقال السابق تحدثنا عن المسرح كـ(ابو الفنون) ، و أحد أهم أركان الدراما و دوره الرسائلي في معالجة قضايا المجتمع ، كما لا ننسى أن المسرح يعتبر من أصعب أنواع الدراما لأن الممثل يكون عبره في بمواجهة جمهوره على أرض الواقع مباشرة ، و كل التفاصيل الخاصة بالمسرح سنتحدث عنها في مقالات دورية علمية لاحقة تعميماً للفائدة و تشجيعاً للراغبين في ممارسته.
اليوم ندلف للركن الثاني الخاص بالدراما وهو ما يسمى بالدراما التلفزيونية و التي بدورها تتفرع إلى قسمين هما الأفلام و المسلسلات ، و كل منهما له فروعه الخاصة بها و لكننا في إطار التعريف الأولي فقط بدور الدراما في طرح و معالجة القضايا الاجتماعية ، الثقافية ، السياسية ، الاقتصادية و غيرها من المشاكل ، سنتطرق لها لاحقاً كما ذكرت أعلاه في المقالات الهادفة ، هنا فقط سنقوم بطرح بعض الأسرار المتعلقة بالدراما بصفة عامة حتى يستفيد منها القارئ.
الدراما التلفزيونية كما عرفنا تنقسم إلى قسمين الأفلام والمسلسلات ، سنمسك هنا أولاً بالأفلام لنعرف ما جدوى إنتاجها و نشرها في كافة أرجاء المعمورة كما يفعل الامريكان ، الهنود ، الاوربيين ، الآسيويين و غيرهم من الشعوب التي بادرت بإنتاج الأفلام.
فالأفلام أيضاً تتفرع إلى أفلام وثائقية ، و أخرى واقعية .. فالأولى تعمل على توثيق بعض التراثيات ، الثقافات ، القصص ، الأحداث ، التواريخ و الشخصيات المؤثرة في المجتمعات التي ينحدرون منها ، و يتم حفظ تلك الأفلام في أماكن مخصصة لتوثيق و أرشفة هذه المواضيع ، و هنالك الثانية التي تتعلق بالأحداث و القصص الواقعية التي تعكس الحالات الاجتماعية ، السياسية ، الاقتصادية و غيرها عن تلك الشعوب ، و منها أيضاً تلكم القصص العلمية التي تساهم في التطور الفكري و الإبداعي للإنسان في كافة المجالات العلمية المختلفة.
من خلال السرد لأنواع الأفلام أعلاه نجد أيضاً إن هذه القصص و المواضيع التي شكلت هذه الأفلام ، تقدم رسائل معينة عن أهمية معالجة بعض القضايا وفقآ للطرق الواردة في حيثيات القصة حتى لا تستفحل و تتحول لكوارث قد يندم عليها كثيراً ، بالإضافة إلى إن هذه القصص مأخوذة من المجتمعات المحلية أو الخارجية تحكي عظمة قضية إجتماعية هامة تحتاج لدراسة و معالجة ولا ينظر إليها المسؤولين لأنهم غالباً ما يكونوا منشغلين بأمور الحكم ، و بعد أن يشاهدوا هذه الأفلام يعرفون أهميتها و السعي من أجل معالجتها بطرق حكيمة تفادياً للأضرار المادية و البشرية المصاحبة لها.
من خلال هذا المقال المتواضع أتمنى أن تكونوا قد أخذتم فكرة عن أهمية الأفلام في حياتنا اليومية ، و ذلك لمعالجة كافة القضايا المتعلقة بواقعنا الاجتماعي و نعمل معاً على نزعها و تنظيفها لنعيش في بيئة إنسانية خالصة خالية من المشاكل ، و إلى أن نلتقي في الجزء التالي من هذا المقال أتمنى أن يمن الله علينا و عليكم جميعاً بحياة طيبة مليئة بالسلام و العافية , لينعم أطفالنا بالطمأنينة و نحن مقبلون على أعياد الميلاد المجيدة و خواتيم العام الميلادي ، لكم خالص ودي و تقديري.
* كاتب وصحفي من جنوب السودان
* تم نشر تزامناً مع ملف الموقف الثقافي الذي تُصدره جريدة الموقف بجنوب السودان.