قصيدتان
صَمْت
ليسَ وَرائِي مَنْ يُخِيفُنِي ، أيّتُهَا الوَحْشةْ
أنا عُزْلَةُ الكَلِمَاتْ
نَسِيمُ السّفُوحِ في الظِّلاَلْ
هَمْسُ المَمرَّاتِ و التَّوَابِيتْ
مَنْ يَمْنَحُ الصَّدَى هَبَاءَ عُمْرِهِ
والأصْوَاتِ رنَيِنَهَا.
أنا : الصَّمتَ
مُنْحَدرِاً في المَمّرَّاتْ ، ومُلَوِّحَاً بِالهسِيسْ
ساميّة
لَيسَ مِنْ ” سَامٍ ” ، وَحْدَه ، تَنْحَدِرُ الأسَاطِيرْ
أبْنَاءُ الظِّلالِ ، أيْضَاً ، يَعْرِفُونَ ذلك.
الضَّحَايَا والجَّلَادُونْ
المُسُوخُ الشِّرِيرَةْ
صَفَائِحُ المَوْتِ في (أوُشْفِيِتز)1
جُثـَّةُ الشَّاعِرِ على صَفْحَةِ النَّهرْ2 .
رِفَاقُ الخَلَيِقةِ في صِبْغَةِ الرَّبِّ السَّوْدَاءْ
كُلَّهُمْ يَعْرَفُونَ ذَلِك!
هوامش
1 : أوُشْفِيِتز = أحد معسكرات الموت النازية
2 : الإشارة هنا ، إلى الشاعر الألماني (باول تسيلان) ، الذي انتحر برمي نفسه على نهر السين في باريس . وتعتبر قصيدته (كوة للموت) أبلغ نص شعري كتب عن ضحايا (أوشفيتز) و(الهولوكوست) النازي إبان الحرب العالمية الثانية. وكانت القصيدة ، بصورة ما ، ردا على مقولة (أدورنو) الشهيرة : ” لا شعر بعد أوشفيتز”.