غوايات

قصيدتان

صَمْت

 

ليسَ وَرائِي مَنْ يُخِيفُنِي ، أيّتُهَا الوَحْشةْ

أنا عُزْلَةُ الكَلِمَاتْ

نَسِيمُ السّفُوحِ  في الظِّلاَلْ

هَمْسُ المَمرَّاتِ و التَّوَابِيتْ

مَنْ يَمْنَحُ الصَّدَى هَبَاءَ عُمْرِهِ

والأصْوَاتِ رنَيِنَهَا.

أنا : الصَّمتَ

مُنْحَدرِاً  في المَمّرَّاتْ ، ومُلَوِّحَاً  بِالهسِيسْ

 

ساميّة

 

لَيسَ مِنْ ” سَامٍ ” ، وَحْدَه ، تَنْحَدِرُ الأسَاطِيرْ

أبْنَاءُ الظِّلالِ ، أيْضَاً ،  يَعْرِفُونَ ذلك.

الضَّحَايَا والجَّلَادُونْ

المُسُوخُ الشِّرِيرَةْ

صَفَائِحُ  المَوْتِ في (أوُشْفِيِتز)1

جُثـَّةُ الشَّاعِرِ على صَفْحَةِ النَّهرْ2 .

رِفَاقُ الخَلَيِقةِ في صِبْغَةِ الرَّبِّ السَّوْدَاءْ

كُلَّهُمْ يَعْرَفُونَ ذَلِك!

 

 

هوامش

1 : أوُشْفِيِتز = أحد معسكرات الموت النازية

2 : الإشارة هنا ، إلى الشاعر الألماني  (باول تسيلان) ، الذي انتحر برمي نفسه على نهر السين في باريس . وتعتبر  قصيدته (كوة للموت) أبلغ نص شعري كتب عن ضحايا (أوشفيتز) و(الهولوكوست) النازي  إبان الحرب العالمية الثانية. وكانت القصيدة ، بصورة ما ، ردا على مقولة (أدورنو) الشهيرة : ” لا شعر بعد أوشفيتز”.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

محمد جميل أحمد

  ناقد وشاعر من السودان
زر الذهاب إلى الأعلى