كيفَ انتعالُكَ قوتَ الذين استدانوا الحَطَب
هل يكون ارتماؤكَ
تحتَ الطيوبِ الشحيحةِ
وقتَ ارتعاشِكَ
من غَفَوَاتِ الذي
قد أطالَ النَكَد،
قد أحال الجَلَد،
أسطورةً بالخيال المريض
بهذي النواحي
لهذا البَلَد.
هل يكونُ امتلاؤكَ
بالغبنِ ثابِتُهُم
في السنين الطوال التي
لا تفيءُ على خير،
وإفشاءُ ما يَنتَقيكَ من الويل
بَرَقاً يُحرِّكه المَيل
عنكَ بضَاحيةٍ
ليس تبرأُ من جوعها
وناحيةٍ لا تَزَال على رَوعِها
غدُهَا مثل حَاضِرِهَا،
كَمَدٌ في كَبَد.
تَدَلَّى عليك العناء،
وفاضَ الذي يَنتَقيك
وصرتَ الرخيص الذي يُشتَرَى
وليس يُحرِّضُ إذ ما يُباع،
شريداً على أرضهِ إذ تَدُور
طريداً وفيها تَعَرَّى وجَاع.
***
عليكَ شحوب الجزيرةِ
إِذْ خانَهَا الماءْ
وغاصَتْ حُدُود التراب
وصارَ اليباسُ اشتهاء.
***
هنا لا تَزَال الطيوبُ غريبة،
تُعالِجُ خاطرها في المآل،
بظنٍّ وَرِيبَة،
فيكتُبُ كلُّ غبيٍّ على قلبها،
يا أجنبية:
أين الإقامة
أينَ الهويّة
وتَمضي الطيوب غريبة،
وجهها لا يزال على حُسْنِهِ
مُعفّرةً بتُراب المسافات،
تَرجو ملاذاً من القَفْر،
حِصناً من الفقرِ،
أو منزلاً تستريح بأركانِهِ
أو وطن.
تَمضي الطيوبُ غريبة،
مُطَأطئةً رأسها
في بلادِ العَفَن.
ويُصبحُ وقتُ البطولةِ والأوفياء،
ووقت البشاشةِ والأنقياء،
مُرتَهَناً
لسياطِ المِحَن.
***
منكَ يكون
افتراضُ الذي لا يَكون
حماقة،
تخون الذي
قد يُحاولُ
تفسيرَ هذا الغرَق
وهذي الفجاجة،
هذي اللجاجة،
تُذكي الرَهَق
وهذا الجنوحُ المقيتُ
إلى القَهر
تَخون الحديثَ اللباقةُ.
***
كيفَ انتعالُكَ
قوتَ الذين
استدانوا الحَطَب،
كيف اختفاؤكَ
بين المُظلَّل
تُقامِرُ بالسّحت
والمُستَلَب؛
كيف يكون
ارتماءُ الذي قد قَتَلتْ،
تحت الطيوبِ
الشحيحةِ
من هَفَواتكَ
يا مَنْ
أَطَلْتَ
التعَب.
ــــــــــ
ود مدني
شتاء 2000م
*شاعر من السودان
* تم النشر تزامناً مع ملف الممر الثقافي الذي تصدره جريدة السوداني