ثمارغوايات

الطبل

ibrahim

كثيراً ما أدنَّا الطبلَ بوصفِه كائناً فارغاً

حسناً

الطبلُ كائنٌ فارغٌ وأجْوَف

وكنَّا قد عرفناهُ انتفاخَ حقلٍ

أشعلنا حولَه النار

أو نداءَ حربٍ نتخلصُ فيها من أجسادِنا

الطبلُ أيضاً

فراغُ الأنينِ من مَهمِةِ التنبيهِ على الألم

ليصبحَ ضربةً مَهيبَة

تجمعُ الناسَ على قَدَرٍ أجْوَف

الطبلُ أجْوَفُ ويُلقى به في ركنِ الغرفة

حيثُ يندلقُ بصمتِهِ على فراغِ البالِ من الأوبئة

وهذا في عِلمِ الأجنِّة

يَرقَةُ امتثالٍ لما سيعودُ به الصمتُ

من حدائقِ الخيال

حين يكون الطبلُ قائداً بنجومٍ على كتفيه

ويقرعُ أسماعَنا بمهابةِ مَن أعطاه الله

دورَ الرعدِ حين كنَّا نهمهمُ في الكهف

مَخافةَ أن يلتهمَنا إلهُ البرق

والخشيةُ أحياناً ما تكونُ طبلاً يدق

يداً تقرعُ القفصَ الصدري

تهوي على الظَّهرِ بقسوةِ بلطةٍ تشطرُ الحنين

والطبلُ ما كان في أصلِ صناعةِ الأعياد

لكننا فقدنا القدرةَ على التمييز

بين جلدِ أرنبٍ وجلودِنا

هنا.. والطبيعةُ امتحانٌ قاسٍ للغرائب

يتقدمُ الطبلُ كآلةِ تنبيهٍ

تعيدنا إلى صوابِ الإيقاع

وكلَّما كان عالياً

ينشطُ الوهم في جدوى الغابةِ التي كنَّا نعيشُ بها

قبل أن يصبحَ الطبلُ نشيداً عسكرياً

أو مقدِّمَةً مُحنَّاةً بخضابِ الشفق

أيتها العروسُ الجميلةُ السمراءُ المُدْمَجةُ النهدين

في صلاةٍ تشبه أنَّ الدم

سوف يفيضُ من يدِك

أو العشقُ يشبه الطبلَ في محنةِ أنَّ العائدين من أقدارِهم

كانوا موتى يفيضُ بهم الفراغُ الداخلي

كما لو كانوا حزناً أحمق

أو مُشرَّدينَ بين الكأسِ والساقية

ولا أعرفُ إن كان الطبلُ سيشفعُ لنا

يومَ لا ينفعُ مالٌ ولا بنون

إلَّا من أتى اللهَ بقلبٍ كان اللهُ قد خلقه هكذا

طبلاً فارغاً أو أجْوَف

نقرعه كلَّما عذَّبَنا الخوفُ

من أنَّ الحياةَ تُؤخذُ من أوتارِها

وإن قرعنَا الطبلَ…

فإنَّه الجنون.

* شاعر من مصر

زر الذهاب إلى الأعلى