أخر مرة كنت ارتب فيها حياتي في صندوق الموتى عثرت على قصيدة ملفوفة مع شعر راسي
يا للعجب
هل يأتي الطير من أقصى الليل لينام قرير العين في هذه الحروب ؟
الحكاية بدأت عندما زرعت قلبي في سفينة نوح ،
كنت اقتفي ابي الذي خرج يصطاد وطنا لنا ، كنّا اسماكا صغيرة نحب العصافير و الطحالب، نحب القطط و نجمع المحار و نطلق عليه الفرح
لا نخبئ سوى عباءة أمي كي تقاوم الضجر
لم انته بعد
علقنا شرفة احلامنا في قلبها و اعني أمي ، كنّا نتشابه في كل شيء حتى الظل
لم نأخذ في الحسبان اننا آوينا قطاً منغولياً
و كي لا أفرط بما تبقى من الذاكرة ،
يوماً ما رأيت أمي تمسك بي و تأخذني الى قلبها ، قالت
من الان انت صورة واحدة ، ستحتاج كثيراً من الطين لتحتفل في الندم ،
الغصة يا بني عمود ضوء دائم الانارة ، ستحتاج كثيرا من المسامير لتصلب مرتاح البال
،،،،،،،،،،
أبواب
أن تترك قلبك يلهو كقطرة مطر تحتضن شلال ماء
كمهد طفل يقف أمام عينيه ويصرخ
كل صمت هو غصن شجرة مقطوع
ولأنك أغنية مفتاح لباب سري
ستدرك يوماً
أن الحب ريشة طائر لونها نبض قلبين
………………
يحدث أنني أجري بقدم واحدة حول القمر
متى ولدت ؟ يأتي الصوت كأنه يريد مني ان احتج على المستقبل ( حتى هذا الحرف أنا طبيعي جداً)
لم أجب ، واصلت الجري حول القمر ، كانت نملة تأكل بقايا سمك السلمون و تبكي ، لم أتوقف ،
واصلت الجري ، يأتي الصوت مرة أخرى ، متى ولدت ؟ هل أتوقف ؟ أسمع نجيب النملة جيداً
سأجيبه اذ ليس في الأمر من جديد
في ألف عام من المستقبل كنت حجرة صماء اتدحرج حيث عكازة ضرير ،
رسمت دائرة على هيئة قمر ، و حوله ساحة للجري ، ستقول هل ينبت الريش في القبر ؟
أقول لك كما رأيت الحكاية
كانت نجمة تحيط بي حيث انا ( عرفت فيما بعد انها نور الله و أخبرتني بكل الأسرار و انها هي أمي)
يعود النمل من قضاء حاجته ، يجلس متربعاً ، يتأمل بقايا علبة سمك السلمون ، يقول في داخله
مسكين هذا السمك يعيش في معدة نملة ،
يأتي الصوت مرة أخرى متى ولدت ؟
كنت وقتها في منتصف دورتي حول القمر ، أنتظر أن تلتحق بي رجلي الأخرى
لكنها لم تصل و لن تصل أبداً
هل أجبه ؟
توقفت برهة عن الجري لأخذ قسطاً من الراحة
دخلت معدة النملة لأنام هناك ، نمت كضريح لا احد يعرف مقامه ، نمت للأبد ، لكن رجلي الاخرى
مازالت تجري ورائي ، القمر اختفى ، و رجلي مازالت تدور
،،،،،،،،
اكتشفت اليوم أنني أملك ساعة في بيتي ،
فتحت الباب ألقيت التحية على المستقبل ، كان كلب جاري ينتظرني ليسألني كم الساعة الان؟
استغربت كثيراً لنوع من هذه الأسئلة ، لأَنِّي لم أمت بعد
و لم أجرب الموت
قلت في نفسي لعله أراد أن يفتح فمي لأكتب قصيدة
لكن المقام ليس مقام شعر ، فأنا جثة أكلني النمل منذ النطفة،
10-2-2017
* شاعر وتشكيلي ومترجم من العراق