أنا بواب هذه المدينة المقفلة من الخارج
بمزلاجِ التاريخ القديم .
أتجولُ مثل وباءٍ أتمَّ مهمته في شوارعها المضبّبة
بانبعاثات تحلل الجثث المغروسةِ فيها
كأعمدةِ إنارةٍ مطفأة.
طنين الذبابِ المُثار برائحة الولائم
الممتدة بامتداد الليل .
شبابيكٌ معبأة بأكياسِ قمامةٍ سوداء
يتسلمها عامل نظافة ملتحٍ
من بيوتٍ ممتثلة لهواءِ الجدران المخنوق.
مفاتيحي التي تتوأمت ملامحها
من فرطِ الاستخدام
أُدخِلها
مثل عنّين مصاب بهوسٍ جنسي
يحاولُ أن يَلج امرأة ممتنعة دون انتصاب
في ثقوبِ أبوابها التي لا تُفضي الى شيء.
مَن هو المعماري الذي صمّمَ مدينتنا على شكلِ قفلٍ كبير ؟
– هسسس ، لا تجهر بالسؤال
قالها بوّابٌ مثلي يروّح عن نفسه
بعد انتهاء مناوبتهِ الليلية
في حانتنا المستترة بظلالِ شجرةٍ معمّرة.
وحدها مَن تستقبلُ خيباتنا بقلبٍ مُشرع الأبواب
حانة البوّابين التي لا باب لها.
* شاعر من العراق