ثمارغوايات

أحفادي

سلام صادق

قيلَ لي قد يحصل أن نهراً يتزوج من غيمة

وينجب اطفالاً طوالا اعلى من الموج

قيل لي أن الشخير نداء من يرتقون السلالم في النوم نحو الله

وأن الاحضان أضحت 30عاماً من الانشوطات والاراجيح والصباحات المخادعة

وقيل كذلك بأن رائحة ثياب الاطفال تنسيك رائحة الذئاب البشرية

وأن جلود الحُمُر الوحشية مجرد مساحات مجففةٍ لعبور الشيخوخة ومصفحات الغزاة

وقيل ايضاً بان القمر لا يرى طريقهُ احياناً

وقد يسقط في هجعة مدفأة او مصباح

وبأن الطغاة يكرهون الليالي الطويلة

وأن الكتب المقدسة صحارى على رفوف المكتبات

قيل الكثير والكثير

لكنني صدقت شيئاً واحداً

فقد تزوجتُ وأنجبتُ أطفالاً من لحمٍ ودم

يعبرون نحو الفجر دون شخير

ويطلقون النبوءات وهم دون العشرين

يتنفسون احتراق البارود في غرف النوم

يكرهون الطغاة والكتب اللامقدسة

أقمارهم حصانة من دماء الفضة

يتزوجون من سلالة الكواكب

وينجبون اطفالا من البرونز

يخلدونهم في الشوارع والساحات.

أحفادي في عداد الموتى قبل أن يولدوا

الهواء يشحُّ في حربه ضد الهواء

السباحة في الظلام رغبتنا لا ينتابها وهم

والنيران لا تمشي في الفضاء البور

ليس للحكمة من روافد مدافةٍ بماء الورد

الدم يتنقل بحرية بين الردهات والشرفات

الجرح يحاول الانصات فتعزف فيه المتاهة ريحها

الأعداء هم نحن لأنفسنا غيبوبة أو هياج

الخوف والصمت توأمان منغوليان لا فصام لهما

الكتابة تجهش حبرا هو من دماء الانبياء

وخساراتي تتصاعد مثل آآآآآآهٍ طويلة حتى قبة السماء

يطربٌ لها أحفادي هناك.

* شاعر من العراق

زر الذهاب إلى الأعلى