ثمارغوايات

ميسان و الأسيرة في عودة الجند

الكعبي

قناص ، خطى لا تهب الأرض جذورها ،جياد ميسان المكحلة،

حزن بقيافته و عويل الحجر .

ستضاء في الجفاف قصائدكـ يا شيخ ، غنائمك المثخنة بالنعوش

يؤنسك انفلات الظهيرة من قلب رملة ، و حشود منكسرة تمارس

البكاء في صميمك ، حتى ذلك كنت كالصمغ تلتصق بكل عابر يائس

– يا أسيرة ، هات يدك ، كي أُخرِج الهلع

حافية تكنس صريخ اهلها ، تبتسم للغازي ، ترش الحجرات بماء الدم

– مخالب المشيئة ، تقطع سرة القرى ، تدلق زيتَ الحرائق

لك مكمني ، خفة شرابي ، كستناء صباي ، و بعض التدلل

أكمام لغة و سرير على حافة شلال

صخب المطالب

صمت الهزيمة

امتزاج النوايا

قناص يظلل المنعطف ، مر طائر مهاجر إلى ميسان و من ميسان

سنابك الخيل تنشر خزف اللمعة ، حزن شفيف يحيط بلحنهم

ها قد بلغنا الناصية ها قد بلغنا مرادك يا  إسباوسينو العظيم

المشاة عراء أيضا . منهكون من الغناء و رفع الغنائم كالصخور

اغتسلوا بين جفون أسيافهم المشروخة ، يتوجون الجرح بالملح

يتضاحكون من فرط الألم ، يتراكضون وراء غنم مباح ، و الفجر

يهبط على أرجوان رضوخها.

ميسان عبير العنبر و البصرة  ، أي ” خاراكس ” ، ثياب الأقمار ، بيوت الضحكات،

تبغ التعلل و ضربة السهول في قلب القصيدة ” غنوا “.

– يا أسيرة ، فك الوثاق عادة ، جدال الأحداث سحابة ، هذا مُلكي

بين الأريكة و اعتكافنا

– أن تخسر شرابكـ في القيظ ، و تبدد الأبجديات الرخيمة في جوفي

كـ نشأة النعم في ميادين معتمة.

الماء ..

ريحان دلال

و فصل رطب

هكذا ميسان , ميناء المحارب الطيب

القناص نام على مرأى خاراكس ، يعلوه دخان الشواء و صوت الصياد

– تعال يا جروي هاك ذيلها

يمضون ، ثيابهم المطبوعة على ظهورهم ، ملح أجوافهم ، بريق لهفتهم ،

يتقرون أسفارا في جلدة نمر عجوز ، يتابعون المياه في كل حرف و نقطة

– البقر الوحشي مليكنا ، العربات نحن و الطريق سنابل

قال جندي ثمل ..

إن الراكضين فتنة , سقوا شرفات أيامهم بعذوبة الآلام , نصالهم الساسانية

إناث أيضا ، كما اللّبلاب في اتون مدائحنا ، تتسلق الآجال و تنتصب.

ندكُ أَيامنا ، نتعثر بجمجمة الوقت ، اقتلوا الجوع ، الجوع يقتلنا

عيناك خليلان ، أو اقتربي ، ألمح ليلة بمهب جديلة ، دعيني أنام حلم يربك

الحقيقة أنتِ ..

” حصيلة النثر “

الجدول مخمور , الجند يزحفون خلف أفاعي الماء ، بين قصب ممشوق  ، بين

لسعة العشب و استدارة الألسن حول النياب ، رأسها في أحداقهم ، و تاج البقاء .

يجاور قرطها هامساً _ أنتِ لي !

البلاد تسير على قلبه ، مسحورا يزاحم سمرتها و اهتزاز خيمته

يفركُ هال جنوبه بنقيع شراب كريم ، يدفع أصابعه الممهورة به ، الظل أخذ

الظل , دفع سور الخيمة يتابعهم  ، تتابعه شاربة خليط الهال

– يلعبون بالأفاعي جنود ميسان يا أسيرة

تـبصر من فوهة الخيمة غنائم الغزوة ، تحترق الدمعة في النقيع ، براكين في كأسها

تطفئ لغوها ببسمة ، يرسمها في المخيلة ، منتشيا ضمها لصدره المطرز بألف طعنة

– أحفادنا في عينيك ، رجالُ يشربون خمر البحار و يأكلون وحوش البراري

انطفأت الليلة

كلمات متخمة

الطين وقح

عناد .. وربما حمل

يتدثر القناص بطيش عتاد و أسوار الفوهة ، طيوفه رؤوسهم ، يوقد نارا في حي العطارين

يرصد العباءات ، من عاد و من قضى ، حتى تفر النجمة ليلعب بمخ الرمح.

فصائل تجهش بالعناء ها قد بلغنا عابادان ” ها قد بلغنا خمسة ميل ”  ، ها قد شربتنا رمال الشط

ها قد تعبنا !!

الذريعة تبيح لـِطَيفه بالنزف ، يسحب قشة من لحيته ، السخامُ و الكلاب يصرخان في رئته ، يسمع

وعود الجنرالات – نريد رؤوس البلاد العتيدة .

مرأى الثكنات البعيدة

أمواه تحيط بنساء كالجوري

قوافل الشعير المسلوب

جدائل من مهب العنبر

معابد تحرسها جماجم الأزمنة

أمواه تتوغل في أعمارهم

 صبية ، زغب آبَاطٌهم الأشهب ، انتظار غبار أَحْصِنَة و تراتيل تكسر أضلاعهم على الرابية

الآباء في المدى و هم يكبرون..

أفْحُلٌ تهب في صباح المملكة الشريفة ، توقف زحف الآفات عن بقولها ، يوقدون في الفيافي

زيتا للضفائر , ينحتون ليوثا تجر الكنوز و الصخور.

في بواد تلامس حدود البلاد، تمتد الخيام و نار الشراب ، لا خيال في خيمة المليك الغالب ، الخيمة الملأى

برسوم الإله الضاحك و الربة المكللة بالفحول ثياب الرحلة الموشحة بالدم و ما انفرط من زعفران فارسي مسدته الصيحة الطويلة

– عروقي خيال أسيرة ، بين قلبك و قلبك نقبع اناو التاج ، الضحايا والبيادق المترهلة من فرط ما ذبَحوا

– رأسي تاج الناس ،مصائر أيامهم ،نقوش جدرانهم،

 النبع بخيرهِ و حليب الحقول في جوف

 القرى،

– سحب بلادك مثقلة،

 تشبه وجوه رعاياك ، نسميهم الهمج ،

و تسموهم الموسومين بقصب الحياة

” أفول “

تدرز وجعها بظله

مُلكٌ يتمدد على حقول الرز و الغناء

قناص يُحمِل طائره الوشاية

سحابة تعلو جندا في السفر

يزاحم المارة خبر العودة

 تذبل نساء الجند العارمات

* شاعر من العراق

زر الذهاب إلى الأعلى