قناص ، خطى لا تهب الأرض جذورها ،جياد ميسان المكحلة،
حزن بقيافته و عويل الحجر .
ستضاء في الجفاف قصائدكـ يا شيخ ، غنائمك المثخنة بالنعوش
يؤنسك انفلات الظهيرة من قلب رملة ، و حشود منكسرة تمارس
البكاء في صميمك ، حتى ذلك كنت كالصمغ تلتصق بكل عابر يائس
– يا أسيرة ، هات يدك ، كي أُخرِج الهلع
حافية تكنس صريخ اهلها ، تبتسم للغازي ، ترش الحجرات بماء الدم
– مخالب المشيئة ، تقطع سرة القرى ، تدلق زيتَ الحرائق
لك مكمني ، خفة شرابي ، كستناء صباي ، و بعض التدلل
أكمام لغة و سرير على حافة شلال
صخب المطالب
صمت الهزيمة
امتزاج النوايا
قناص يظلل المنعطف ، مر طائر مهاجر إلى ميسان و من ميسان
سنابك الخيل تنشر خزف اللمعة ، حزن شفيف يحيط بلحنهم
ها قد بلغنا الناصية ها قد بلغنا مرادك يا إسباوسينو العظيم
المشاة عراء أيضا . منهكون من الغناء و رفع الغنائم كالصخور
اغتسلوا بين جفون أسيافهم المشروخة ، يتوجون الجرح بالملح
يتضاحكون من فرط الألم ، يتراكضون وراء غنم مباح ، و الفجر
يهبط على أرجوان رضوخها.
ميسان عبير العنبر و البصرة ، أي ” خاراكس ” ، ثياب الأقمار ، بيوت الضحكات،
تبغ التعلل و ضربة السهول في قلب القصيدة ” غنوا “.
– يا أسيرة ، فك الوثاق عادة ، جدال الأحداث سحابة ، هذا مُلكي
بين الأريكة و اعتكافنا
– أن تخسر شرابكـ في القيظ ، و تبدد الأبجديات الرخيمة في جوفي
كـ نشأة النعم في ميادين معتمة.
الماء ..
ريحان دلال
و فصل رطب
هكذا ميسان , ميناء المحارب الطيب
القناص نام على مرأى خاراكس ، يعلوه دخان الشواء و صوت الصياد
– تعال يا جروي هاك ذيلها
يمضون ، ثيابهم المطبوعة على ظهورهم ، ملح أجوافهم ، بريق لهفتهم ،
يتقرون أسفارا في جلدة نمر عجوز ، يتابعون المياه في كل حرف و نقطة
– البقر الوحشي مليكنا ، العربات نحن و الطريق سنابل
قال جندي ثمل ..
إن الراكضين فتنة , سقوا شرفات أيامهم بعذوبة الآلام , نصالهم الساسانية
إناث أيضا ، كما اللّبلاب في اتون مدائحنا ، تتسلق الآجال و تنتصب.
ندكُ أَيامنا ، نتعثر بجمجمة الوقت ، اقتلوا الجوع ، الجوع يقتلنا
عيناك خليلان ، أو اقتربي ، ألمح ليلة بمهب جديلة ، دعيني أنام حلم يربك
الحقيقة أنتِ ..
” حصيلة النثر “
الجدول مخمور , الجند يزحفون خلف أفاعي الماء ، بين قصب ممشوق ، بين
لسعة العشب و استدارة الألسن حول النياب ، رأسها في أحداقهم ، و تاج البقاء .
يجاور قرطها هامساً _ أنتِ لي !
البلاد تسير على قلبه ، مسحورا يزاحم سمرتها و اهتزاز خيمته
يفركُ هال جنوبه بنقيع شراب كريم ، يدفع أصابعه الممهورة به ، الظل أخذ
الظل , دفع سور الخيمة يتابعهم ، تتابعه شاربة خليط الهال
– يلعبون بالأفاعي جنود ميسان يا أسيرة
تـبصر من فوهة الخيمة غنائم الغزوة ، تحترق الدمعة في النقيع ، براكين في كأسها
تطفئ لغوها ببسمة ، يرسمها في المخيلة ، منتشيا ضمها لصدره المطرز بألف طعنة
– أحفادنا في عينيك ، رجالُ يشربون خمر البحار و يأكلون وحوش البراري
انطفأت الليلة
كلمات متخمة
الطين وقح
عناد .. وربما حمل
يتدثر القناص بطيش عتاد و أسوار الفوهة ، طيوفه رؤوسهم ، يوقد نارا في حي العطارين
يرصد العباءات ، من عاد و من قضى ، حتى تفر النجمة ليلعب بمخ الرمح.
فصائل تجهش بالعناء ها قد بلغنا عابادان ” ها قد بلغنا خمسة ميل ” ، ها قد شربتنا رمال الشط
ها قد تعبنا !!
الذريعة تبيح لـِطَيفه بالنزف ، يسحب قشة من لحيته ، السخامُ و الكلاب يصرخان في رئته ، يسمع
وعود الجنرالات – نريد رؤوس البلاد العتيدة .
مرأى الثكنات البعيدة
أمواه تحيط بنساء كالجوري
قوافل الشعير المسلوب
جدائل من مهب العنبر
معابد تحرسها جماجم الأزمنة
أمواه تتوغل في أعمارهم
صبية ، زغب آبَاطٌهم الأشهب ، انتظار غبار أَحْصِنَة و تراتيل تكسر أضلاعهم على الرابية
الآباء في المدى و هم يكبرون..
أفْحُلٌ تهب في صباح المملكة الشريفة ، توقف زحف الآفات عن بقولها ، يوقدون في الفيافي
زيتا للضفائر , ينحتون ليوثا تجر الكنوز و الصخور.
في بواد تلامس حدود البلاد، تمتد الخيام و نار الشراب ، لا خيال في خيمة المليك الغالب ، الخيمة الملأى
برسوم الإله الضاحك و الربة المكللة بالفحول ثياب الرحلة الموشحة بالدم و ما انفرط من زعفران فارسي مسدته الصيحة الطويلة
– عروقي خيال أسيرة ، بين قلبك و قلبك نقبع اناو التاج ، الضحايا والبيادق المترهلة من فرط ما ذبَحوا
– رأسي تاج الناس ،مصائر أيامهم ،نقوش جدرانهم،
النبع بخيرهِ و حليب الحقول في جوف
القرى،
– سحب بلادك مثقلة،
تشبه وجوه رعاياك ، نسميهم الهمج ،
و تسموهم الموسومين بقصب الحياة
” أفول “
تدرز وجعها بظله
مُلكٌ يتمدد على حقول الرز و الغناء
قناص يُحمِل طائره الوشاية
سحابة تعلو جندا في السفر
يزاحم المارة خبر العودة
تذبل نساء الجند العارمات
* شاعر من العراق