أحجار وكتب
عليكَ إخفاء نواياك
بين أحجارٍ وكتبٍ.
الطريق الى الماضي معبأٌ بضحايا
افواههم مكتظّة بعملات زائفة
وانصاف كلمات.
تحميني شكوكي ، أكتفي بها
حين أعبرُ كثبان رملٍ الى يومي الجديد .
بدأت حياتي عاشقاً ، حملني الى جزرٍ وخلجان
هناك اكتشفتُ مأثرة العزلة
رأيتها شيّقةً ، مناسبةً لشاعرٍ هادئ
تتشبثُ به ذكرياتٌ ، أصواتُ شلالاتٍ
وبعض الجبال التي اختفتْ قبل ايام .
هكذا تعلّمَ ان يتفادى كلام الليلِ
عن الجمال.
ذهبتُ صباح اليوم الى مدينةٍ قريبة
آملاً العثورَ على الصيفِ هناك ، لكني
وجدتُ أمام سينما تمثالاً يشتري معطفاً
من جنديّ طردوهُ من الجيش
لم أسأله عن السبب.
***
انتَ مجردُ كاتبٍ تتاجرُ ، بالكتابةِ،
بأصدقائكَ وشهداء وطنٍ بعيد.
ما زلت تسمعُ وقع حوافر بغالٍ
على صخورٍ مسطّحة خارج مدينةٍ
انطفأت في ذكرياتك.
يومكَ مفعمٌ بنباحِ كلاب ، نقيقِ ضفادع
ليلاً تصلكَ نداءات استغاثة من سفينةٍ تغرق
لا تتجاوبُ أو تخرجَ لتنتشلَ سياحاً وراقصات.
أنتَ مجردُ كاتب ، لا تنس ما اقولُ
حتى عندما تطيّرُ طيارتك الورقية على هضبة،
ويهيمنُ عليكَ نعاسكَ
ينامُ عليك او بين يديك.
***
وصل اسطولً ضخمٌ اليوم قبالة بيتي
بحشودٍ جنودٍ وأسلحة وطائرات
ليبحثوا عن شبحٍ هنا ، أخبروني.
لأني رجلٌ خوّاف ولا اصلحُ لشيء ، عدا قياس قصائدي بالأمتار،
قررتُ العودة الى البيتِ لأنظّف حذائي
ساعدني نسيمٌ كريمٌ ، رغم اني لم اطلب منهَ ذلك
***
هربتْ ، قبل اشهر ، شخصيات من روايتي
اعتقلوا بعضها في مظاهرات
أفكّرُ ، كل ليلة ، كيف أنقذهم من سجونٍ
لا أملكُ مالاً لمحامين جشعين
ولا لأرشو قضاةً عجائز
* شاعر من العراق