شهادات

مع محمد عثمان عبدالنبي

شاعر وكاتب ، ثوري صوفي زاهد ، إنسان مِمراح صاحب قهقهات نبيلة ، وأحد أعمدة السرد القصصي السوداني أستاذ وخبير الأدب الإنجليزي الاستاذ محمد عثمان عبدالنبي ، في حوار كُنا نود أن  يمتد ويمتد  ولكنها لحظات من التفاكر والنقاش حول قضايا عديدة اثرنا ان نستمتع بها معا عزيزي القارئ ، وان كان الغوص في عوالم عبد النبي يحتاج الى اكثر من مُحاور.

حوار: خالد أبوشقه*

* النشأة.. البدايات.. البيئة.. المجتمع آنذاك ؟

وُلدت ونشأت في منطقة الخرطوم (3) أعرق أحياء الخرطوم، وكان به خليط من سودانيين وأجانب، حتى الداية التي على يديها خرجت للحياة كانت سودانية فرنسية تُسمى “عشة بت بمبيدو”.. والدي كان فني بناء وتعلم الصنعة من المصريين وترك بصماته الفنية والزخرفية على جنينة “السيد علي الميرغني” و”سرايا السيد عبدالرحمن المهدى” والفندق الكبير وبنك باركليز، كان حافظاً للقرآن ولديه مكتبة كبيرة بالبيت وقرأت فيها – وأنا في الأولية – قرأت فيها تأريخ مصر وتعرفت على “كافور الأخشيدي” و”أحمد بن طولون” و”صلاح الدين الأيوبي” و”الظاهر بيبرس”  وبسبب مكتبة والدي قررت إنشاء مكتبة خاصة بي حينها.

آنذاك كان دور الجدة حاضرا في الأحاجي والأساطير والحكايات وسمعنا منها “أبو زيد الهلالي”  و”علي الكرار” وتشبعنا بالثقافة السودانية والعربية والإسلامية والأفريقية ، ثم كان التعليم الحديث الذي ورثناه من بخت الرضا التي كان لــ “مستر قريفث” فضل في تأسيسها بمعاونة سودانيين لديهم الخبرة.. كانت الحياة معافاة، كانت الحيشان الكبيرة التي بداخلها البيوت والنفاجات والحياة تتسم بالجماعية والأريحية.. البيئة التي نشأنا فيها أخرجت “صلاح أحمد إبراهيم”، و”محمد عبد الحي” و”التجاني يوسف بشير” “ومحي الدين فارس” و”مصطفي سند” و”إدريس جماع” و”الطيب صالح” ، وكانت المكتبات حاضرة ومتوفر بها المجلات والكتب الثقافية وكانت المكتبة المدرسية لها أثر في نشأتنا وأذكر أن محجوب شريف كان قد استدعى دور النشر العربية وأنشأ مكتبة مدرسية للأطفال بأم درمان بأريافها الثلاثة، وكانت مكتبة ضخمة وأستفاد منها الكثيرون، لكن فيما بعد دُمرت وبيعت الكتب، ذلك تم بفعل فاعل، التجربة الحياتية من سفر وتجارب سياسية واجتماعية ساهمت في نشأتنا وتكوين وعينا..

* مصادر الإلهام لدى أ.عبد النبي ؟

أولها الرحلات، أنا ذهبت بأقدامي من مدينة عطبرة إلى “بربر” و”العبيدية” ثم إلى “أرقو” إلى “فريق في المحس”، وغرب النيل من “حفير مشّو” حتى “دنقلا” و”القولد” ،، وتنقلت في دارفور من “نيالا” و”كأس” و”غابات الموية الحامية” هذه الرحلات والمشاهدات عملت على تنمية خيالي وأفادتني.. ثانيا الطبيعة ذات نفسها كانت وما زالت مصدر إلهام بالنسبة لي والطبيعة واحدة من الدروس اليومية لي، وقد قال مرة الرئيس الجزائري “بومدين” أن المنطقة بين كبري النيل الأزرق والأبيض – المقرن – هي أجمل مكان في العالم قد راه (هذا حسب رأيه).

وقد كنا أنا والممثل والمخرج “الفاتح مطيع” نخرج سويا ونقف يوميا قبالة النيل نشاهد أوزه تسبح في النيل حتى يبتلعها الظلام تحت الكُبري، ثم نعود أدراجنا.. من مصادر الإلهام إنني انفتحت على الأدب العربي والعالمي منذ وقت مبكر، ثم التحقت بحركة طلائع الكادحين التي تتبنى النموذج “الجيفاري” وبسببها تعرفت إلى كتابات ” أرنستو تشي جيفارا” و”روجيه دوبريه” وغيرهم ممن كان لهم الأثر في نفسي لاحقا..

في المرحلة الوسطي قرأت “وليم شكسبير” و”شارلس ديكنز” و”جيمس جويس”، ثم كانت المنتديات والحوارات التي تتم حتى في بيوت الأصدقاء “محجوب كبلو” ، “سعد الدين إبراهيم”، “هاشم محجوب”، أستاذنا “عثمان الحويج”، لذا تمردنا لاحقا على أحزابنا وحركاتنا السياسية استنادا إلى وعينا الذي يرفض سياسية أفراد القطيع ولم تحتملنا الأحزاب اليسارية والاشتراكية لأننا كان لدينا استقلالية فكرية، وكنا في حالة حوار فكري دائم.. كانت الكتب متاحة وفي متناول اليد وهي التي ساهمت في الإلهام ، أذكر العم “جبريل” أول وأقدم بائع روبابيكا جوار البوستة، وأقدم كتب اشتريتها منه كتب “دايفيد كوبرفيلد” وبعض الكتب الإنجليزية، هذه الكتب شكلت وعيناّ وكان لها أثر في حياتنا لاحقا.. أيضا من المصادر الهامة التي شكلت وعينا الدين، وهو مصدر إلهام أخلاقي، ومنه إنحزت للتصوف والدعوة إلى السمو الأخلاقي ولكن ليس التصوف الذي دخلته عقائد وأساطير فاسدة ، حيث كنا نري فيه أنه منهج تربية وخلاص وإخلاص وجداني لله وحده لا شريك له.

من المصادر أيضا القراءات للكتاب العالميين أمثال “هيرمان هسة” و”ﺟﻮﻥ ﺳﺘﺎﻳﻨﺒﻴﻚ” وغيرهم.. أيضا السفر خارج السودان أضاف لي الكثير ، إذ سافرت إلى اليمن وليبيا ومصر وأفريقيا ومالطا حيث غادرتها سريعا ولم أستطيع أن أأذن فيها.

* التزام الكاتب للواقع والانحياز له أم التمرد عليه ؟

في رائي ليس هناك كاتب واقعي وآخر ذاتي ، لأن الواقعي يكتب ما يمليه عليه وجدانه ، والذاتي يكتب عن أشياء خارجة عن الذات ، فبالتالي توجد صعوبة في التفريق بين الواقع والذات، لأن الذاتي هو العمق الداخلي للموضوعي ، والموضوعي هو العمق الخارجي للذاتي ، مثلا الكاتب الواقعي الاشتراكي يكتب انطلاقا من مشاعره تجاه الموقف الاجتماعي الذي يصوره..  هناك عقبات لا بد للكاتب أن يتخطاها، مثل الموقف من حرية الرأي، والعدل الاجتماعي، والمساواة أمام القانون.. حتى تري ذلك بوضوح أنظر إلى كُتاب الواقعية الاشتراكيين ، تراهم يكتبون عن مشاعرهم!!  وأنا مؤمن بأن أي كتابة هي موقف أخلاقي من العالم ، والكاتب الحقيقي هو دوما ضد الظلم عموما وحتى ظلمه لنفسه هو ضده، وضد التبعية والسيطرة والقبح، إذن لا بد أن يكون لديك موقف واضح للذي يحدث في الواقع، إما داعم له ومعه أو ثائر عليه وضده ، ولا حياد.

ولنأخذ مثالاً ، فالشعر هو تعبير عن مشاعر وخلق مذاق جمالي يخلق إحساس بالجمال والإذاقة ويخاطب ذوق الإنسان، فكيف يمكن أن نقول عنه واقعي؟ طالما هو مؤثر وجدانيا ، مثل ذلك اللوحات السريالية والتجريدية، فالفن خُلق لشيء جميل والشعور به وتذوقه ، فالجمال معادل موضوعي لمِا في الواقع من قُبح.. إذن الكاتب ينحاز لقيم العدالة الاجتماعية والحرية والمساواة والخير والجمال وضد الشوفونية والتعالي والأنانية ، ومع القيم السامية وترسيخها في الواقع، فالإنسان هو الكائن الوحيد القادر على تغيير واقعه ولا يتوائم ويتلائم معه كما هو ويستكين لذلك ، مثلا الأسد ينتقل إلى مكان آخر والإنسان يبني في مكانه بيتا ، إلّا إذا استحال ذلك.

* تجربتك السياسية وتقلباتها وأثرها عليك ككاتب ؟

أولا تجربتي السياسية غير مكتملة حتى أحكم عليها ، ويمكنني القول بأن تجربتي الشخصية السياسية حدث لها إجهاض كثيرا ، نتيجة لأن الآخرين يأتون بأفكار مسبقة وغير قابلة للنقاش، وبعضهم يرى أن له الحق في السيطرة لوحده، وبعضهم لهم أجندة خفية يريد تمريرها، ومعظم الأحزاب لدينا لا تحترم الفروق الفردية والفكرية والحوار، وصارت لاحقا تتمزق من الداخل واعترتها الانقسامات والاختراقات ، بدلا عن توسيع دائرة الاتفاق والحوار الداخلي حول نقاط الخلاف.

عموما تجربتي السياسية أسهمت في أن أفهم الواقع بطريقة صحيحة، وأثرت وأضافت في كتابتي للقصة القصيرة، فكاتب القصة لا بد أن يكون عالم تأريخ وعالم أنثروبولوجي.. أذكر مرة قلت للأستاذ الطيب محمد الطيب أن برنامجه (صور شعبية) ، أفاد الكُتاب كثيرا في قصصهم ورواياتهم لأنه ينقل الواقع والبيئة والناس والعادات والتقاليد ، ويزوّد الكُتاب بقاموس حي وثر وصور موحيّة.

* أدب الرحلات ، بالتطبيق على قصيدتك : ثمة دنقلا حيثما تجلت سنية ؟

كانت رحلة دينية مشي بالأقدام على ضفاف النيل وكانت تجربة التصاق الإنسان بالطبيعة وكتبت حينها عن دنقلا التي بداخلي وألبستها الملامح الخارجية لدنقلا الحقيقية ، فكانت تجربة وجدانية روحية ومعرفية حياتية ثرة، وأثناؤها حدثت لي تحولات فكرية عميقة جدا.. سؤال العدالة الاجتماعية وجدته  في دنقلا، أذكر أنني حينها ألقيت كلمة في مسجد دنقلا وبعدها ذهبت مع شخص أسمه ( أُرصد) إلى منطقة  السليم وكان الحديث عن العدالة الاجتماعية والظلم وفي صباح اليوم التالي أتي شخص آخر على ظهر حمار به خُرجان – (كيسان يتدليان بجانبي الحمار) –  فأخرج كيس من الخُرج وأعطاني له، وحين فتحت الكيس وجدت به مجلة الفجر – (مجلة الحزب الشيوعي السوداني الذي لم أنضم إليه قطّ بسبب اسمه) – وكتب لكارل ماركس وإنجلز وبعض الكتب السياسية، وهذا يدل على وعي الريف والفلاح الذي طوّر واقعه عن طريق الجمعيات التعاونية، فالأرض ملكه وأدوات الإنتاج شراكة، ومعلوم أن الدناقلة من أقدم السودانيين الذين هاجروا إلى العالم الخارجي وذلك بسبب وعيهم وانفتاحهم، ولا ننسى أنهم أحفاد الفراعنة السودانيين ملوك وملكات النوبة. عموما الرحلة كانت فيها ثراء وتحوّل عقائدي وفكري وأذكر أنني التقيت هناك بأحد قادة الحزب الشيوعي الثوري وبعدها تحولت إلى الفكر الجيفاري.. هذه كانت رحلتي التي كتبتها في قصيدة : ثمة دنقلا حيثما تجلت سنية.

* نظرية أو فلسفة الفن من أجل الفن، رأيك ؟

هذه النظرية يمكن أن تُصلح في الموسيقي والرسم، لكن في الكتابة لا يمكن أن تنطبق، لأنك لا يمكنك من كتابة الفن من أجل الفن باللغة، فالكتابة موقف وهي نظرية جمال مجرد يمكن التعبير عن الشعور به أو وصفه ، أما خلقه بالكلام فلا أعرف له سبيلا. أما الموسيقى فهي إمتاع السمع ، والرسم إمتاع البصر ، أما اللغة فهي للتعبير والتفهيم ونقل المعلومات وغيرها ، فكيف تكون القصيدة خالية من أي معنى أخلاقي وتعبر عن الوجدان وهي فن خالص محض؟؟ كيف ؟؟

لماذا لم يصدر حتى الآن كتاب لك ؟ أو حتى وسائط الإعلام والميديا لا يوجد بها زاوية خاصة بكتاباتك وقصصك وأشعارك ؟ لماذا ؟

أولا أنا شاكر وممتن للمرحوم “أحمد الطيب عبد المكرم” الذي نشر لي نص كامل من دون تشويه، وأشكر الأستاذ “عبداللطيف المجتبى” الذي قام بإعادة نشر لأحد نصوصي لأنه وجده مشوه وناقص، وأعطيته مجموعة قصصية ثلاثية اسمها الوردة السودانية نشرها لي، و”باردوس” نشر لي قصة (المسكيت غابة في منازل القمر الخرطومي)، وأشكر صديقي المرحوم “سعد الدين إبراهيم” الذي نشر لي “رسائل ليلة مقمرة في صندوق بريد الغجر”، وأشكر  “مجلة البعيد الإلكترونية” التي نشرت لي نصوص ولقاءات ،، لكن هناك بالمقابل الكثيرون ممن قاموا بتشويه نصوصي عند نشرهم، وحتى الحوارات التي تمت معي، تم تحويرها وتشويهها ولا أعلم لماذا يفعلون ذلك معي؟ لذا توقفت مجبرا عن إعطاء نصوصي للآخرين لنشرها ،، أما فيما يخص طباعة واصدار كتاب فأنا والله لا أملك المقدرة المالية لفعل ذلك وحتى ليس لدي الزمن الكافي لجمع وتصنيف وعمل مسودة أولية للكتاب، هذا بالإضافة إلى المرض المزمن الذي يلازمني منذ وقت طويل، أيضا تعقيدات النشر والرسوم والطباعة وجسامة الأمر جعلتني لا أصدر كتابا، وكما معلوم أن دور النشر في العالم كله تسعى للكُتاب لتنشر لهم، لكن لدينا هنا في السودان العكس ،رغم هذا أشكر الذين قاموا بتسليط الضوء على محاولاتي والتعريف سوي من خلال الحوارات أو النشر في وسائل التواصل الاجتماعي وأخص مجلة البعيد الإلكترونية والأبن حاتم الكناني ، والأستاذ عبدالواحد إبراهيم أبو المبدعين المُغيبين.

* هل يأتي يوم نري فيه عبدالنبي الروائي ؟

أولا أنا لدي ميول وأفكار روائية وقد تتم لاحقا مرحلة الوصول إلى الروائي ، لكنني الآن مشغول بسؤال التنوير وصراع الأفكار الظلامية ومنكب بحثا وكتابة عن ذلك وأريد أن أطرح رؤيتي هذي ليقيني أنها قد تساهم في مسألة التنوير وفهم الدين بالطريقة الصحيحة كما أعتقد. لكن إن بحثت ستجد أن لي شبه رواية في المجموعة الثلاثية : “رسائل ليلة مقمرة في صندوق بريد الغجر”، ممكن نسميها رواية صغيرة (نوفيلا).

* الواقع الثقافي الراهن ورؤيتك حوله ؟

بكل صراحة واقع غير جيد وغير مثمر وقد غابت عن الساحة أسماء كبيرة إما بالموت أو الهجرة إلى الخارج، واختفت المنابر الثقافية التثقيفية واعتلا المدعيين المنابر، أتحسر حينما أذكر أن “أسامة سالم” و”بشار” توفوا بالخارج ولم يذكرهم الآخرون حتى، وهذا لا ينفي أن هناك بعض الإشراقات وبعض الشباب الذين ما زالوا مهمومين بالأمر الثقافي.. أذكر في فترات سابقة كانت المنتديات تقام يوميا، منتدى إشراقة، منتدى مرتضي البكري أبو حراز، ومنتديات داخل الأحياء وفي الجامعات وحتى داخل البيوت وحتى أننا كنا مجموعة نلتقي في موقف الشهداء وتتحول الونسة إلى منتدي مفتوح.

* لديك مساحة لإرسال رسائل ؟

أولا رسالة لكل السودانيين كاف، أتمني أن يسعي الكل إلى نشر لغة التسامح والترابط الاجتماعي وبناء شخصية الإنسان النبيل الذي بداخلنا والعمل الجماعي والتعاوني والمشاركة فيما بيننا وتعميق العلاقات الإنسانية الحقة، وإعادة إحياء القيم السودانية التي اندثرت وتفعيل الروابط الطوعية وقيام الحوارات واللقاءات وتبادل المعرفة والمعلومات حتى نتطور ونخرج ينابيع الثقافة السودانية الأصيلة، وإعادة اللُحمة الاجتماعية التي كانت، وان نفتح النفاج مجددا حتى نكون ذلك المجتمع المُعافي، وهذا أيضا دور المثقف العملي الفعلي.. أتمني نشر وفضح العنصرية والعنصريين وتخوينهم ورصدهم، لأنهم يمزقون هذا الوطن ومعلوم أن الأمر مقصود عند الذين ينشرون العنصرية بتطبيق أجندة أجنبية، والله إنه لأمر محزن أن نتحدث عن هذا الأمر وقد تجاوزه السودان ما قبل سنة 1921 حينما كان قائد المقاومة ضد الإنجليز هو المناضل الجنوبي الدينكاوي الأصل علي عبداللطيف، ومن خلفه كافة أخلاط السودانيين، وتم ذلك لأن علي عبداللطيف كان أكثرهم شجاعة وثقافة وبلاغة وتأهيلا لقيادة المقاومة ومن المنادين بوحدة وادي النيل.

رسالة ثانية لاتحاد الكُتاب السودانيين الذي آخر مرة سمعت عنه قبل سنيين في دورته، الاتحاد الذي لا يبحث ويسأل عن الكُتاب السودانيين، وهو حد علمي مناط به جمع ولمّ شمل الكُتاب والمساهمة معهم في نشر الوعي ،، هل تصدق أنني مريض لسنوات مضت وحتى الآن لم يقف معي أو حتى يزورني أحد باسم الاتحاد؟ الاتحاد يجب عليه البحث عن الغائبين عن الساحة ومعرفة أحوالهم والمضي معا نحو مجتمع أفضل،، اتحاد الكُتاب مفترض يمثل كل السودانيين المثقفين ويبتعد عما يثير الشبهات، وأذكر أن رئيس اتحاد الكتاب السابق فيما مضي كان يشتم عنصرياً الشماليين ببذاءة.  وكان عنصريّا وهذا لعمري اتحاد مشبوه ولا يشبهنا ولا يمثلنا ككُتاب ، اتحاد الكتاب يجب أن يقوم بإدانة وفضح الذين يكتبون عن صراع المركز والأطراف، لأن هذه كتابة تحريضية وضد منْ ؟ ضدك وضدي وضد أهلي وأهلك ؟ في الأصل مصطلح المركز والأطراف قال به سمير أمين وكان يقصد بالمركز أوربا وأمريكا والمراكز الصناعية الكبرى ، والأطراف يقصد بها العالم الثالث ، هل تعلم بأننا يوما ما كان المركز هو سنار، وكان دارفور، وحتى ثورة المهدية قامت من الأطراف وليس المركز، فبالله كِفوا عن سرقة مصطلح سمير أمين وتحويره وتحريف معناه.

رسالة أخيرة للصحفيين والصحف السودانية والمصرية التي تتبادل الشتائم والاتهامات فيما بينها، فهذا الذي يتم من فئات قليلة لا تمثل الشعبين السوداني والمصري، وهو أمر مقصود من جهات لديها أجندة خفية تريد تمريرها لبث الفُرقة والبغضاء بين الشعوب، ونحن كشعب لا نستفيد من تبادل الاتهامات والخلافات السياسية لأن بيننا قواسم مشتركة وطيدة ، والسؤال منُ المستفيد من كراهية الشعبين لبعضهما البعض .. منْ ؟

شاكر وممتن لك على الحوار والذي أسعدني كثيرا وأتمني أن يكون فيه إضافة وفائدة ترجى ، والسلام عليكم ورحمة الله.

* كاتب وصحفي من السودان

زر الذهاب إلى الأعلى