يقول الناس في الألمانية للشخص الذي يتوقع حدوث أمر سيئ ، أو بشكل عام للكلام المتشائم أو الرجل يتطير بعارض ما سيلاقيه: لا ترسم الشيطان على الجدار / الحائط!
وهو كلام قديم وقول بديع يمكننا بالتقريب أن نجري مقابله ذلك القول السوداني الفصيح “الفال تحت اللسان”.
(حملةToyfeld الانتقامية )
منذ مئات السنين ، قبل أن تعرف البشرية الغرافيتي ورسومات بانكسي ، وجُدت عائلة صغيرة تعيش في الريف التوتوني. تتألف من الأب كريستوفر تويفلد والأم هايدغريت تويفلد وابنهم الوحيد “Toyfeld ” تيودور تويفيلد”. كان تيو الصغير طفلا دميما ، حاد الذكاء، ومشاغبا من الدرجة الأولى. وبجحاً كل البجاحة، هوايته المفضلة إحراج الأطفال الآخرين والضحك على أهل البلدة بالمقالب الشريرة، باختصار كان تويفيلد يرقص حول أنف الجميع.
في أحد الأيام احترق مخزن المحاصيل بالقرية ، بدون سبب واضح . كان حريقاً كارثياً بالنسبة لأهالي القرية ، لم يعرًف الفاعل ، ولكن في جميع أنحاء القرية ساد وسط الجميع اتفاق صامت فحواه أن “تويفلد” يجب أن يكون هو الجاني.
أطلق عليه أنداده الصبية تشفياً لقب ” Feuerteufel” ، وهو مزيج جريء من اسمه مع كلمة النار والشيطان لاحقاً . تيوفال الناري أو “الشيطان الناري تيو” . كره تيوفيلد لقبه الجديد هذا وبدأ إحساسه بالظلم والعزلة يتضخم ، يغيظه أن لا أحد يواجهه ، وكل أصابع الاتهام تشير إليه في الخفاء لا في العلن ليدافع عن نفسه ، وهو فعلا بريء من قصة الحريق .
وكانقلاب ثأري كبير ضد مجتمع القرية الظالم، الذي كان يكرهه ، قرر تويفيلد في يوم ما أن يحرق مبنى البلدية المحلي ” أكبر مبنى في القرية ويشكل للسكان رمزاً معمارياً وتاريخياً مهماً .” وكان من المعتاد أن يلتقي سكان القرية فيه ؛ في اجتماع ما بعد قداس الأحد الأول من كل شهر .
في الصباح الباكر ، وبينما كان الجميع في قداس الأحد ، رسم “تويفيلد” على جدران المبنى وجه الشيطان باللون الأحمر وكتب تحته اسمه بخط اسود كبير ” Toyfel ” وكرر ذلك الرسم في أكثر من موضع بالجدران الأمامية للمبنى .
وفي الوقت المحدد لحضور الأهالي إلى مبنى البلدية، أشعل تيدور النار، شب حريق ضخم، ساعدته الريح والشبابيك والمقاعد الخشبية على الإنتشار، اشتعلت النيران وتساقط السقف الخشبي والتهمت النيران كل ما يمكن ، حتى تويفلد نفسه لم يستطع الخروج من المبنى المحترق. فاحترق داخله والتهمته ناره.
وقف الناس مرعوبين، تسمرت عيونهم على الرسومات في الجدران، Toyfel الشيطان ، ترك توقيعه للأجيال القادمة، كانت النار تشتعل ، ولم يكن هناك سوى رسومات للشيطان واسم “Toyfel” على الجدار. ومنذ ذلك اليوم، مرت عبارة ” لا ترسم تيوفيلد على الجدار” وصارت على الألسن كتعبير عن شيء غير مرغوب فيه ؛ فأل سيئ للغاية. ومع الزمن تم تحوير الاسم من “Toyfeld “إلى ” Teufel” التي تعني حرفياً الشيطان في الألمانية.
حسناً، ربما تكون الحكاية في كل الأحوال حكاية فلكلورية لا أكثر . لكن في الواقع، فإن مقولة “رسم الشيطان على الجدار” هي مقولة دينية – خرافية من الدرجة الأولى، مرتبطة بالخرافة التي تقول بأن الشيطان يظهر مباشرة عندما تدعوه بالاسم أو بأن ترسم صورة له في الهواء.
على أي حال، تذكر دائِماً أن : الفال تحت اللسان.