صلاة
ودائرون بِفَلَكِكْ، نحنُ دراويشُ حُبِك، قابِعُونَ بتلكَ الأماكنِ السائلةِ في الوجود؛ حيثُ تَنْفَجِرُ الروحُ في كمالها، تحترقُ بِشُهودِها المعنى؛ حياً.
إنّا على مشارفِ الولوجِ في الغيم
تتنهدُ روحانا؛ على مسامع المليك
وعلى وقعِ مسامِ الكون، نازين ومبللين بتقوى الأمديةِ البعيدة،
وملائكة المطرِ والسمواتِ الدنيا
يستحثونَ الغيمَ لفتقِ الآفاقِ بك،
فيُطِلُ خَصبَ الروحِ منهمراً، غامراً فراغَ ما قبلَ بَدئِك، شهيداً على ميلادك.
كنواةٍ لنا ؛ نحنُ مُفتقدوكِ في صحائفِ الأزل، ومِن ثَم سألنا الربَ ؛ أن يُسويكِ نطفةً في قلبِِ الغيوم، وسحابةً تمحو بلهيبها تلك البرودةَ المستكينةَ في الروح.
أنا من سألته لِيُسَوِيك من رذاذِ الخليقة، بنتاً من شياطينِ الروح، مستويةً في صراط الواحدية
واحدةً؛ في فساحةِ الوجود. ترقصينَ في عصمةِ المدى
تثمرينَ كأدعيةِ الأمهاتِ الصالحات.
سألته أن يُسرِي بنا فوق سمواتك
وألا نعرُج إلا إليك؛ حجاً أبدياً فيك ؛ نذوب. ثم انفك قيدُنا بك
متحداً ، فعُدنا جوهراً لمعناك.
في دائرة من الذكر، تلوناك ؛ نحنُ اللائذونَ بسِرِك، والعابرونَ لغلواءِ الجسد.
ذكرناك؛ على مسامعِ الرب مشهدينه عليك؛ على شمولك!.