شهادات

مذكرات عابر سبيل – جمال عبد الملك (ابن خلدون)

وُلِدَ شريف – كما يُسمِّي جمال عبد الملك (ابن خلدون) نفسه في مذكراته عابر سبيل – في يناير 1929م، بصعيد مصر لأب موظف في الحكومية المصرية وأم توفيت في صغره تنتمي لأسرة صعيدية غنية.

ويستدعي جمال عبد الملك في الجزء الأول من مذكراته، الأحداث العائلية، التي كانت سبباً في انتقاله من بيت العائلة الكبيرة (بيت الجد)، إلى منزل والده في القاهرة، مُتعرِّضاً إلى مصادره الأولى في الروايات البوليسية والسينما، ثم التحق بكلية الطب – التي لم يكمل دراستها – وانضم إلى التكتل الثوري بزعامة شهدي عطية؛ حيث كان الصراع يدور بين تيارين يتزعم أحدهما هنري كورييل، والثاني شهدي عطية. ووصف عبد الملك الصراع آنذاك بين التيارات الشيوعية المصرية قائلاً: “وجدت نفسي في خضم دوامة من الجدل والاحتقانات التي لا تنتهي، فمايكروب الخلاف والحدة في الخصومة، والميل إلى التشرذم، يستشري بسهولة في أوساط اليسار، وربما لأنه مرض المثقفين هواة الجدل النظري، وربما لأن اليسار يبشر بالجنة على الأرض، وهي أيضاً فكرة مذهبية تستثير حماساً شبه ديني”. وقد كانت مظاهرات فبراير 1946م، ذات أثر بالغ على جمال عبد الملك، وهي المظاهرات التي انتشرت بكافة مدن مصر ممتدة إلى الخرطوم وأم درمان؛ فالتفت إلى ضرورة تغيير الأوضاع السائدة، ويقول عن تلك الفترة: “في تلك الأيام، كانت صحف الحكومة تعزو مظاهر القلق والاضطراب إلى (أصحاب المبادئ الهدّامة) وصممت على التعرف على تلك الفئة التي ترهبها الحكومة وتقضُّ مضاجع الحاكمين”. وظل عبد الملك يبحث عن تلك الجماعات الحمراء، وفي ليلة شتائية طرق بابه طالبان ومعهما حقيبة ثقيلة وأوصياه أن يحتفظ بالحقيبة ولا يفتحها.

ظن في بداية الأمر أن الحقيبة تحتوي على قنابل ومسدسات لمقاومة جنود الاحتلال، ولكنه فوجئ بحقيبة مليئة بالكتب العربية والإنجليزية. يقول شريف: “لم أفهم شيئاً كثيراً، والحقيقة أني أُصبت بدوار ذهني، وماذا كان يمكن أن أفهم من كتب مثل:  الرد على دوهرنج، لينين والنقد التجريبي، خلاصة رأس المال، إنجلز عن أصل العائلة؟… فنظرية داروين كانت أسهل بكثير”. فيما بعد، عرف أن الطالبين اللذين أتياه بالحقيبة هما من جماعة شهدي عطية المناوئة لجماعة كورييل. ويتضح لجمال عبد الملك لاحقاً جذر الخلاف بين التنظيمين الماركسيين: تنظيم هنري كورييل، وتنظيم شهدي عطية، إذ يسعى الأول إلى قيام حزب يكون طليعة لكل الطبقات الوطنية، على طريقة تيتو، بينما يتبنى الاتجاه الثاني الموقف الماركسي الكلاسيكي ببناء حزب يكون طليعة للعمال.

انضم ابن خلدون بعدها إلى جماعة العادليين (نسبة إلى زعيمهم عادل) وهي المجموعة التي نشأت لإعادة الوحدة إلى المنظمات اليسارية. كان عبد الملك يسهم في تحرير جريدة (الخبز والحرية) في الوقت الذي شاركه شهدي عطية السكن في مخبئه قبل أن تعتقله السلطات في القاهرة. يقول ابن خلدون: “عندما شاركني شهدي في السكن كان عمري عشرين سنة، وأوّل مقالة كتبتها في السياسة الخارجية، كانت عن حلف الأطلنطي، وقد جعلني شهدي أعيد كتابتها مرات قبل أن يرضى عنها، كما راجع ترجمتي لكتاب (الديمقراطية الجديدة) لماو تسي تونغ”. انضم جمال، أو شريف، (كما يحب أن يُسمِّي نفسه)، إلى حزب الراية في العام 1949م، ويقول عن تلك الفترة: “… لكن الحديث الهامس أن مثقفاً عميق الثقافة مصرياً درس الاقتصاد في فرنسا وكان عضواً في الحزب الشيوعي الفرنسي لعدة سنوات، وصل إلى مصر يحمل توجيهات بضرورة إقامة الحزب الشيوعي المصري بلا تأخير، ولكن الحزب المنشود يجب أن ينهض بعيداً عن التنظيمات القائمة جميعها… ولذلك ستكون هناك فترة حضانة يتم خلالها فرز العناصر المخلصة من العناصر الرخوة والمشكوك في ولائها”. لكن التعليمات التي تلقاها شريف من قيادة التنظيم كانت أن ينفي معرفته بأي شيء، وأن يبحث عن عمل، أو يعود إلى دراسته، وقد وجد له أحد زملاء الحزب (زكريا) فرصة للعمل مع ابن خالته، (عبد الغفار) بالسويس، الذي اكتشف فيما بعد أنه عميل للبوليس السري، فهرب شريف من السويس عائدا إلى القاهرة، لكن الحزب لم يصدق تلك القصة، واعتبر أنها محاولة لتبرير الفشل. استلم جمال مطبعة (ن، ح، ش، م) التي تقوم بطباعة المنشورات وظل يقابل مسؤول الحزب عشر دقائق كل شهر، وفي ذات الوقت كان مضطراً  للعمل لإعاشة نفسه، فعمل في مطبعة يدوية، لكنه أثار زملاءه العمال باختلاف سلوكه عنهم؛ فاضطر للهروب من العمل بحجة أنه هارب من أسرته لخلافات عائلية.

في مطلع العام 1951م، انتشرت أنباء عن مطالبة الولايات المتحدة الأمريكية للحكومة المصرية بإرسال قوات للمشاركة في حرب كوريا؛ فخرجت مظاهرات من طلبة الجامعة والثانويات لمقر مجلس الوزراء، وكان جمال قد كتب نص منشور وزع في تلك المظاهرة التي انفضَّت. إثر ذلك تم القبض عليه ونقله إلى سجن الأجانب ثم إلى السجن العمومي حيث كان شاهداً على نماذج إنسانية غريبة.

خرج جمال من السجن بكفالة قدرها (50) جنيهاً، عائداً إلى بيت أبيه، لكنه هرب مرة أخرى وفي هذه المرة إلى الصعيد.

هرَّب شريف ماكينة رونيو ولوازمها إلى الصعيد عن طريق القطار واضعاً إياها تحت المقعد، وأصدر هناك جريدة (الفلاح).

يقول شريف عن تلك الفترة: “تعلمت أول درس في مفهوم السرية والأمن في الأقاليم، ففي الريف السرية مستحيلة لأن البلد صغيرة والناس يعرفون بعضهم معرفة شخصية، وإذا لم يعرفوا التفسير الحقيقي لما تقوم به فسوف يخترعون تفسيراً من عندهم ويردِّدونه، وسيكون تفسيراً سيئاً في الغالب”.

ظل شريف يحضر اجتماعات الحزب ويكتب التقارير عن تقدم نفوذ الحزب في الصعيد حتى حريق القاهرة 1952م.

في 23 يوليو، استولى الجيش على الحكم في مصر، وأصدر حزب الراية بياناً في كتيب (حقيقة الانقلاب الأخير: انقلاب عسكري يريد أن يجر الشعب للحرب)، بينما اتخذ تنظيم (حدتو) موقف التأييد.

وعن ذلك يقول ابن خلدون: “وقد كان موقف حزب الراية من حركة 23 يوليو جامداً ومسطحاً، لكنه كان يتضمن بذرة واقعية، وهي إدراك غلبة الطابع القمعي لحركة يوليو، وحذرها من التنظيمات الديمقراطية وتشككها في المثقفين. وكانت حركة يوليو ذات وجهين: وجه ثوري وآخر مضاد للثورة، وكان المحك هو موقفها من الديمقراطية وإطلاق الحريَّات العامة وهو موقف كان في أحسن الأحوال سلبياً”. عاد جمال من الصعيد لإعادة بناء تنظيمات الحزب ثم أصدر بالتعاون مع (15) ضابطاً – كانوا يريدون إنشاء تنظيم الضباط الأحرار عقب ثورة يوليو – صحيفة (النصر). في 1954م، اُتهم شريف بأنه خائن من قبل أعضاء اللجنة المركزية للحزب بعد أن هاجم البوليس الشقة التي تتم فيها طباعة منشورات الحزب وبياناته، وأصدر الحزب بياناً بطرد الخائن شريف “وزمرته المخرِّبة”. ويتساءل شريف قبل أن يبدأ فصلاً آخر من حكايته (في الخرطوم): “إذا كان حزب الراية نموذجاً مصغراً لكل الأحزاب السياسية اليسارية، وهو خارج الحكم سريع التشكك في أعضائه، قاسياً عليهم وعلى غيرهم، فماذا يفعل بنا إذا وصل إلى الحكم؟”.

نتيجة لتعرض شريف لمرض (ذات الرئة) عرض عليه زملاؤه السودانيون الذهاب إلى السودان، حيث الجو الحار والجاف كفيل بشفائه من المرض اللعين، ورتب مع الطلاب السودانيين كيفية سفره إلى الخرطوم بعد انتهاء العام الدراسي 1955- 1956م، (سيُحكم على شريف غيابياً بعدها بعامين مع مجموعة من زملائه بحزب الراية)، وقد وجد عبد الملك في السودان تأثيراً قوياً للتجربة السياسية المصرية على أوضاع التنظيمات اليسارية السودانية؛ فقد حاول الزميل راشد إنشاء مكتب للحزب الشيوعي السوداني بمصر، بينما كان هناك العديد من الطلاب اليساريين السودانيين ارتبطوا بالتنظيمات اليسارية المصرية، وقالوا إن المبدأ أن يكون العضو تابعاً للتنظيم الوطني في البلد الذي يعيش فيه؛ كما برز تناقض واضح في موقف الحزبين (حدتو) و(حستو) من النظام الناصري الجديد آنذاك.

في السودان، بدأ ابن خلدون رحلة البحث عن عمل، كتب مقالات أرسلها إلى جريدتي (الرأي العام) و(الأيام)، فعيَّنه محجوب محمد صالح محرراً بالقسم الخارجي بجريدة (الأيام)، لكنه لم يقضِ أكثر من ستة أسابيع وتركها حين قال له مالك الجريدة: “إن الجريدة لا تحتاج لك”!

ثم بدأ الكتابة في مجلة (صوت الشعب) التابعة للجمعية الوطنية، تحت اسم (سياسي عجوز). وعن علاقته بالجمعية الوطنية يكتب ابن خلدون: “لم تكن ثمة مشكلة في نشر آرائي في الصحف السودانية المحلية في ظل تعدد الأحزاب والتيارات والحريات النسبية التي أعقبت استقلال السودان، ولكني تجنبت الارتباط بأي تنظيمات سياسية سرية. وفي الجمعية الوطنية، عرفت نخبة من المثقفين (…) وكان جو الجمعية الوطنية أقرب إلى أندية المثقفين (…) وهو جو يختلف عن أجواء دهاليز التنظيمات الماركسية المصرية (…) كما اختلف عن أجواء الحزب السوداني الذي يفرض الولاء الكامل لزعيمه (راشد) الذي ورث بعض ممارسات العمل السري عن (حدتو) في مصر. ومن ذلك أن راشد دفع بمحام من أتباعه لينضم إلى حزب الجمعية الوطنية، وسرعان ما وصل بسهولة إلى قمته؛ لأن أكثر أقطابها كانوا من الموظفين الذين لا يستطيعون ممارسة العمل السياسي علناً. وبعد أن أصبح محامي راشد على قمة الجمعية أعلن حلها وسط دهشة أعضائها!”.

   وكتب جمال بحثاً عن تاريخ الحركات اليسارية في مصر منذ 1921 وحتى 1956م، ثم كتب مختصراً عن تطور الحركة الوطنية في السودان وشاء الأقدار أن يطلع عليه (راشد)، عن طريق معلم ببورتسودان مُوالٍ للحزب، ويبدو أن سكرتير الحزب لم يكن راضياً عن البحث، فكتب في صحيفة الميدان تحت عنوان (احذروه): “إن شخصاً يظهر بمظهر تقدمي اسمه (…) وهو في الحقيقة عميل للإمبريالية يحاول تخريب حزبنا المجيد وعلى الزملاء أن يحذروا الاتصال به”.

بعد انقلاب 17 نوفمبر 1958م ترك جمال عبد الملك الكتابة السياسية واتجه للنشاط الأدبي، فشارك في مجلة (القافلة) التي توقفت في عام 1959م، ثم عمل في تحرير مجلة (القصة) ومؤسسها عثمان علي نور، ويقول عن تلك الفترة: “كنت أعمل مع الأستاذ عثمان متفرغاً للمجلة وكان العائد منها بالكاد يكفي تكلفة البريد والمكتب، ومع ذلك ما زلت أعتبر تلك الفترة من الفترات الخصبة في حياتي. قرأت خلالها مؤلفات عديدة وكتبت عدداً من القصص، كما قمت بوضع مسودة الموضوعات لكتاب (مسائل في الإبداع والتصور) (…) وتوثقت علاقتي بالكثير من طلاب كلية الآداب جامعة الخرطوم وأساتذتها، وبالمثقفين الذين التفوا حول مجلة القصة (…) وكان الدكتور إحسان عباس حريصاً على استمرارية المجلة، وكان يعلم ما تعانيه من عسر، فكان يدفع للمجلة من جيبه الخاص قيمة اشتراكات لترسل المجلة لأصدقاء له حتى لا يجرح مشاعرنا”.

ومن خلال المجلة، تعرَّف جمال عبد الملك على المستر سنغ الأديب والدبلوماسي الهندي الذي ترجم له إحدى أعماله بمجلة (القصة)، وعمل معه فيما بعد بمكتبه مترجماً مما اضطره إلى تغيير اسمه إلى (ابن خلدون) بحسب اتفاقه معه.

يقول ابن خلدون: “وعندما اغتيل الزعيم لوممبا في 1961م، ماجت الخرطوم بمظاهرات الاستنكار وكتبت تعليقاً ساخناً بعثتُ به لمجلة القصة وطلبتُ من الأستاذ عثمان نور وضعه باسم مستعار فاختار اسم (ابن خلدون) حين كان أمامه كتاب المفكر الموسوعي عبد الرحمن ابن خلدون، وليس صحيحاً أني اخترت الاسم إمعاناً في التخفي”.

يعرج ابن خلدون في مذكراته على ثورة أكتوبر، ويقول: “تلك كانت أياماً مجيدة حقاً، انصهر الشعب فيها كتلة وطنية واحدة، ما زلت أتذكرها وأستعيدها كلما ترامى إلى سمعي نشيد (أصبح الصبح..) وأتحسر على الحماس والبراءة والأمل الضائع”.

وفي خضم الديموقراطية التي أظلت السودان بعد 1964م طرح جمال عبد الملك تأسيس حزب اشتراكي ديموقراطي، وتجاوب معه أعضاء الجمعية الوطنية القدامى، ما أثار غضب الشيوعيين الذين اعتبروا أي محاولة لإنشاء حزب يساري آخر محاولة لشق الصفوف. وسارع (راشد) لتكوين ما سماه “المؤتمر الاشتراكي الديموقراطي”. وفي غضون ذلك كان المستر سنغ قد نقل للعمل في بلد أوروبي فتفرغ عبد الملك للعمل بصحيفة (الرأي العام).

وإثر ملابسات فشل حكومة سر الختم الخليفة واستقالة رئيس الوزراء وتكوين حكومة جديدة يتمتع فيها حزب الأمة بأغلبية وموقف جمال عبد الملك منها؛ قرر السفر إلى إيطاليا ثم فرنسا ثم الجزائر للعمل هناك، بتوصية من أحد الصحافيين الجزائريين، ولكن الأحداث العالمية آنذاك قادته إلى الرجوع إلى مصر ثم السودان مرة أخرى ليعود محرراً للشؤون الخارجية بصحيفة (الرأي العام)، حتى قرر السفر إلى ليبيا في العام 1969م والعمل في الإذاعة الليبية وجريدة (الهدف) التي أبدت تأييدها لثورة الفاتح من سبتمبر بقيادة العقيد معمر القذافي، لكنه اصطدم بعدم رغبة السلطات هناك في بقائه، فقفل راجعاً إلى الخرطوم ليعمل في عام 1971م ضابط إعلام بجامعة الخرطوم حتى بلغ سن المعاش، ليشهد بعدها تقلبات حكومة المشير جعفر نميري بعد انقلاب هاشم العطا في يوليو 1971م، ومن ثم يشهد انتفاضة إبريل المجيدة منخرطاً في العمل الصحافي.

وطيلة سنوات السبعينيات والثمانينيات، ظل ابن خلدون يعمل في مجالات التأليف والنشر والكتابة الأدبية في الصحف والتلفزيون؛ فكتب (مسائل في الإبداع والتصور) (البعد الرابع) “بالإنجليزية” ورواية (مفترق الطرق) التي استوحاها من سيرة الذاتية وعدة مجموعات قصصية.

انخرط ابن خلدون في تدريس مادة المعلومات العامة للطلاب العسكريين في الكلية الحربية، كما تعرَّض في مذكراته للكتابة عن الصحافة السودانية في فترة الديموقرطية الثالثة، ومشكلات تأميم الصحف.

 وبعد إحالته للمعاش اتجه ابن خلدون في العام 1989م، للعمل في صحيفة السياسة وهي الصحيفة الموالية للحكومة الديموقراطية آنذاك، حينها كان يتوقع أن تؤول الأوضاع إلى أزمة طاحنة فكتب بعنوان (1969=1989)، وكان يعني أن العام 1989م قد يشهد انقلاباً فأزمة الحكم المتفاقمة مهدت في 1969م لسقوط الديموقراطية وجاء بحكومة عسكرية، محذراً من قوى اليمين الأقصى.

واجه جمال عبد الملك مضايقات بعد انقلاب 1989م، الذي جاء بحكم الجبهة الإسلامية، مما اضطره للسفر إلى لندن وطلب اللجوء السياسي.

توفي جمال عبد الملك في السابع والعشرين من فبراير في العام 2001م بلندن تاركاً إرثاً سياسياً وصحافياً وثقافياً وأدبياً كبيراً.

قدم للكتاب د.عبد الله علي إبراهيم قائلاً: “كان جمال فينا لقية مصرية فأثرانا بالكتابة في أجناسها المختلفة، كما لم يفعل كاتب سوداني، ووفوده لنا وملابساته السياسية والفكرية، حرية بالاحتفال بمثل احتفال جيل الحركة بزيارة عباس محمود العقاد القصيرة، وستعيدنا حكايته إلى شوق سوداني لمصر رنت له الوجوه المثالية في الحركة الوطنية خلافاً لما نرى من البلدين لزمننا ونسمع ونتنكر، فكثير منا يدين لماراثون جمال (ابن خلدون) الثقافي والصحافي والتعليمي”.

صدر الكتاب في (197) صفحة من دار عزة في العام 2016م.

حاتم الكناني

كاتب وشاعر وصحفي من السودان
زر الذهاب إلى الأعلى