(1)
البيئي الطبقي
فكِّر بي قبل أن تقطع الشجرة، تلك التي قيد النمو بيننا،
فكِّر بي، بجذر الطبيعة
أخرج الطمي من جيبك الخلفي
ازرع الهواءَ البلاستيكي
أعِد تدويري في نسخة السماء الأورغانك
دعنا نمطر الحليب الناصع
دعنا نغمس الجذوع في البركيب المنحور
دعنا نحلب الناقة القصيرة
الناقة التي بلا طائل
دعنا ننصب خيمتنا في الحُداء
دعنا نفُضَّ لغز الحواكير
والغابة المفترى عليها بالقطع
دعنا نقتسم البداوة، في صحن ورقي صحن المراحيل السيادي
بعدها؛ لنحترم البيئة على ساق المساواة
لنرمِ بالصحن في هتاف الثوري
دعنا نلقِّنه درس الهاشتاق
لنحترمْ عنف التكنوقراط أولًا
لنطالِعْه في كتاب الوجوه الإلكترونية
لنقابلهم جميعاً، في الإعجاب والعلامات الفارقة من الأحمر، لنلاقِها قلباً تلو قلب
لنصنع المعنى البيئي الأخضر
توقيع
الجذور المتفسخة بالحياة
(2)
القانوني الطبقي الضليع
لاقني في التشريعات, تلك التي لم تولد بعد
قد كنت متهماً وبريئاً قبل كتابة الدستور
كنت أسعى إلى البئر
حين كان الماء يسعى إليَّ
حين التهم الجنودُ قلبَ الزوج
فمنحتُهم جسدي
جسدي المجازِف بالهتك
قلتُ أفدي به جسدي المذكر
حين قابلتني في المحاولة الصريعة
قلت لي إن المادة مستعصية
وإن تغييرها أمرٌ طارئ
تذكَّرتُ حينها الوقت
أدركتني الطوارئ فى شُمولها المحترِب من الخارطة
أدركتني – ليتها فعلت قبل أن ألاقيك
حينها – ربما – كنتُ سأنجو
ولكن كان الجنجويديُّ منتصبًا بالاغتصاب
أيها الأستاذ:
خذ القانون, ناولني منه المادة (149)
لأحقنها في رحمي
لأنجب لكم الدساتير
أقبَل زجاجة دمي الفصيلة العادلة
أسعِف الوزارة في المسألة
فى ولادتها القيصرية المسماة إصلاحاً
أعطِها من دمي العادل
ادفنوا مشيمتي جنباً إلى جنب، مع هيالك السلطة المتعثرة
مباركة علينا السيادة – نتمناها من البارَّات
السيادة بالرضاع للأخوات نُسَيبة وبطرس
تباريك متأخرة للزوجين – بيت مال وسلاح
توقيع
المسودة تحت قصف جبهة التعديل
(3)
الطبيب الطبقي
فكِّر بي قبل جرحي
فقد كنتُ قبل الجرح إنساناً
فكِّر كيف يخدِش مِبضعُك حياء جَدَّتي الميت
أفرد بيني وبينك قماشة الشاش، لا لنحتجب طبيّاً، ولكن لنصفِّيَ ما بيننا من دماء
فكِّر بنفسك في القَسَم المهني المغلَّظ
فكِّر به، شيِّده كطوبة في المركز الصحي الغائب
شيِّد قَسَماً غليظاً في قلب القرية
أُفسِح لك المدى لتراني
المدى المفتوح هناك، الشاهق بالمقدس، أخرج من النص، أخرج لنقتسم الطلقة
أخرج لتتسع المقبرة
خيرتني الممرضة المنهكة بين نوعين؛
هل تفضِّلين الطبيب رجلاً أم امرأة
قلت أفضِّل الطبيب ما قبل التطبيع
توجَّمتْ قليلاً، قالت إنها لم تفهمك
فدخلت في الشرح
قلت اتَّسِع، فتفحَّمت جثتي
تُلِحُّ الممرضة، تحت ثقل الواجب العنيف:-
طبيب
أم
طبيبة
قلت لها على استحياء، لا يفرق الأمر كثيراً، أعطني الإنسان؛
لم تستحيِ حينها، وقالت سأرفع طلبك إلى الله
فالتقينا خارج الحرمان، التقينا في احتمالٍ بذيء
لم تستحيِ حالتي الطارئة، احتَجت ؛ هذا الانتظار طويل!
قمعتُها
وقفنا في مصفوفة البائسين
من بؤسنا خرجت الطبقة، ولم تعد حتى البارحة
توقيع
المبضع شقيق الجوائح
(4)
النسوية المتحررة
انزعيني من لحمِك الحر
اطهِني كوليمة أعشاب – خسي عني قليلاً
كنت مثلك أعشق الهواء حين يلاطف ساقيَّ العاريتين
كنت مثلك قبل اللُّغم
قبل كُساحي
كنت قبلك أتطلع إلى الغد
قبل أن تنحر الأمسية قمر المعسكر
كنت مثلك مفتونة باليو إن – قبل استقالة عائشة البصري
كنت أرعى أغنامي قبل عائشة
كنت أعرف الحدود من كفاية الماشية
كنت أحفظ للجيرة أرضها
قبل أن نُحقن بالبلاد الغريبة
قبل استيراد العلف
كنت قبل الست بتول
قبل التمرجي
كنت الباشداية
كنت حقيبة ظهرها الثقيلة
كنت مثلك أدخن بعد فنجان القهوة – قبل الريق
كان الأمر عادياً،
قبل تطهير رِجس المحليَّة
لندخل العولمة
كنت كالفكي أبكر: أقدس
الإبريق والدواية والعرق الوطني
كنت قبل فرض الجبايات
كنت قبل مذبحة الإنداية
والجناية على الخبز
قبل اغتيال المزاج الوطني
كنت قبل فساد الأمم المتحدة وأفارقتها مدفوعي الأجر
كنت أعشق الأشياء في وطنيتها – حتى الطحنية
وعلب الكابو- كنت حينها سِعناً فخيماً
كنت قبل داوود وأسامة المسيح
كنت قبل التعميد- صليباً متفحماً في الفشقة
ولا زلت أحلم بـ(سِيد) الرَّيد
قبل انهيار بئر الذهب
قبل أن تفترسه السبيكة
كان (سِيد ريدي) قبل رصف طريق الهلاك
وقبل نزف شريان الشمال
قبل جبل عامر واللصوص السبعة
كان في الخيال (سيد ريدي)
كنت سيف عشَّة الفلاتية سنين الأغاني
كنت أخرج من مذياع القرية – مثلي مثل أيِّ عادة سيِّئة
كنت قبل أخلاق نخبة الاتحاد النسوي
كنت قبل أن تستهدفني المشروعات بالتوعية
كنت (أخلِف رجلي) والقمر
كنت قبل الأباط النظيف
كنت سَيرة
وجريدَ نخل
كنت قبل أن يقطعه سيف القبيلة
كنت قبل الدولة في التجزئة
كنت قبل الحريق الإسلامي لآيات التحصين
كنت بيان النسوية المنسيِّ
صدحتُ به ولا أزال
كنت مهلة العبادية
كنت قبل أمو
كنت قبل رشوة الحكامة
كنت قبل أن تختن أشول ابنتها ربيكا
كنت عرفاناً قبل التصوُّف
كنت قبل الثوب السياسي
كنت اللَّون في القطن المنسوج في خلوة البصير
كنت قبل التمكين
والتبجح بالانقلابات
كانت قبل “ارمي لي مطار”
كنت قبل قصف مطار الفاشر
كنت قبل كهوف الدلنج
قبل الحامية الحربية
كنت الجبل
كنت قبل عاطفتي البلهاء
كنت قبل “البي العصر مرورو”
كنت قبل حصان الأسياد
قبل صورة مريم
قبل الإطار المسلَّح
قبل صهيلها الطائفي
كنت قبل السنابل
وقبل المعاول – قبل انتحار الحبيبة
قبل كلمة السر والبيانات الشفيفة
قبل التكنلوجيا
كنت في الكركار
أدهن الجفاف الوطني
كنت قبل مواسم الزراعة
قبل اقتلاع العرشوية
قبل أن تفترسنا الحرية الأجنبية
وقبل كتاب ماركس
كنت الدم الطبقي الذي حبَّر المانفستو
كنت الدم في أوردة المسترَقين
كنت قبل كل شيء وإلى هذه اللحظة
أتشكل، أقلع أقنعة الهُويات السياسية
أتشكَّل لأُبصرك
أُبصرك خارج حدود المستعمِر
خارج مشروع الجزيرة
وداخل ترابي المقبرة
المقبرة الصاحية بالتطرف
المقبرة الخضراء في شارع المطار
لاقِني داخل فلم الرعب المعروض في مول الواحة
لاقِني خارج عُجاجة الترابي القايمة
قبل كتشنر
قبل ونجت والزبير باشا
قبل أتاتورك العلماني
قبل حلايب نفسِها
تعال لنفتحَ الجثة
كنت الأنيانيا الأخير
قبل اغتيال قرنق
وإبان ميلاد ألماظ
توقيع:
نسوية الأنيانيا الاستوائية (مانجو المسلحة)
(5)
المحارب الطبقي
لاقِني قبل جلدك – لاقِني في الشوك
لاقِني قبل الغزل السياسي
قبل النون في جلدنا
لاقِني في العظم المنخور
فى الجماعة خارج المجاز
لاقِني في الكفاح
تلك اليافطة المعلقة في المجزرة
الكفاح الذي يتقطَّر بالخيانة
الكفاح في التأبيدة
الكفاح المشنوق بحبل العلمانية
رجل الكفاح الثوري – ما قبل النكتة السمجة
ما قبل كرباج الراعي الأممي
قبل رفاه الوسيط
قبل ورثة مشاكوس
قبل اليتامى المتبرجزة
قلت لي كيف وكيف!؟””
أيها الثوري بالبيانات – “كيف تمام!؟”
أخرج من تمجيد النضال مرة
أخرج كرصاصة
أخرج كثمنها كاتم صوت
تعفف ولو لمرة -وأصمت للأبد
أخرج من الوثيقة
أهرب من التوقيع
أهرب من الحبر لتدخل الدم
لاقِني خارج الطاولة
لتتفاوض باسمك مرة وإلى الأبد
أخرج من مستنقع الخيانة
وتعال إلى الوحل
لاقِني فى مستري وأم دافوق
لاقِني في البجراوية
لاقِني خارج متحف أفكارك وجثتك
لاقني في الجماجم
حيث القبر جماعي
والدم جماعي
والكفاح خارج طبقتك
الكفاح جماعي
لاقِني خارج ساعة التفاوض المعطلة
لاقِني خارج ذريعة السلطة
اقتسمني خارج التموية
داخل الشعار الحيِّ
هناك في قِرِيضة
لاقِني داخل نيرتتي
حمامة السلم المذبوح
لاقِني قبل فض الاعتصام
لاقِني قبل الاعتصام
لاقِني في شارع القصر
خارج البيت الجمهوري
رجل الكفاح الميت
أخرج من نفق التوابيت النخبويِّ
كافح نُفوق جثتك بالشهادة
أجلس مع عبد السلام كِشَّة
تناول الفكرة من يد عبد العظيم
تناول تلويحه بالنصر
أكمل المعركة
مرة وإلى الأبد
لاقِني خارج العطل المركزي
خارج أزمة التفاوض
لاقِني خارج العطل غير الفني
خارج الحليف المتواطئ
خارج قحت
وخارج البرجوازي المسلح
خارج العقل المتحجج بالأزمة
خارج الرجل الخارق
داخل الانتحاري
خارج الرجل الفارغ
داخل المعنى
خارج اللُّغم
داخل الحقل
داخل البئر
خارج المحرقة
داخل الدَّلو
داخل كولومبيا
داخل القمح والتنمية
أخرج من ثوب الأزمة
لنحُلَّها مرة وإلى الأبد
توقيع:
لجنة الحي
شارع المقاومة
تمام الواحدة ثورة
“اخلاء طرف”
الشروحات في المعتقل