ثمارغوايات

ريبورتاج لحياة مجاورة

حميد الشامي-صورة شخصية

بُرهة أخرَى:
يُفلت عزرائيل روحه بعد الـ””Cancer الودود
شده من هدبه ممازحاً، وقال: خوَاف
يتعرف أجسادهم، تلهث الملح
مسجاة على أشجار الكافور
قبل توزيع الحرب على العائلات
والصمت يزيد من تدلي جيوبه للخارج, كألسنة كلاب الشوارع
بينما تكبر القُبْلة الممنوعة لـ”مُعنفة الأقارب” أكثر من جسدها
تُكبر حقاً!
إحدَاه قال: ستصير حَجَراً بأمعَائه، يُجلس العذاب عليهَا كل يوم
إحدَاه قال: جسد لا يتسرب من الشقوق، كيف يُحقن دم المدينة؟
إحدَاه يتحسس حياته كل صبح، بينما تقرفص قطّة سوداء
على قُبْة “المهدي”، حيث تنتظر “لورا” الأمريكية
فنجَان الحليب من أصابعه العارية
وتصريح المَارة عن الجوع والضحك
إحدَاه يسرف الكحول ورائحة الأشياء
وكنكاية بكاَئنات ما
إحدَاه يرتب أوراق سفره من “قُبْلة” اُستثمره جيداً
لا سيما وإحدَاه “ممّرات” تسير عليه
و….
لا مزيد من الضّوء
بينما بعض الظن “عشق”..
وتقريباً
كُل شيء هكذا: يزحف إلى سَرير
برفقة موسيقى جنائزية
هيكل السيارة الأحمر والصدئ بحوش البيت
أثداء عجائز الحارة
نهر المدينة المطمور ببقايا أحذية الفلاحين البلاستيكية
عُرس حبيبة أخرى من جهة الأمِّ
طوائف تتبادل نخب الغياب بالخارج
مدينة تبتسم للغرباء من باب المجاملة
ثم القدم العاجية لــ”دي كابريو” ريفي
حتى “غاندي” البائس
الذي لا يستطيع اللحاق بمظاهرة “الخلفاء”
أسفل الوادي, تحمل لافتات  “Freedom”.
كل شيء يحدث هَكذا
كما لو إنّها تُمطر من سماء أخرى
غير أني لن أجازف بالقفز ثانية
من شُرفتهم في الصخر؛
سأغلق الغرفة كما يجب على بنادق القرويين
فماذا عن “قُبلتهما”؟
سأذهب إلى هذا الجَبَل بالتأكيد
لنساء المرتفعات
حيث يمكنني الحصول على قُبْلة مشابهة
مع كسرة صغيرة من عسل “الأدغال”
“هنا يتوقف التصوير”
بينما ملاَذاتنا الأخيرة, لا تمنع من السقوط أيضاً..
ـــــــــــــــــــــــــــ

*النص مستوحى من حياة صديق غيبه الموت بإحدى البلدات “السورية”

 

*شاعر من اليمن

زر الذهاب إلى الأعلى