غوايات

موت البرتقال

ينأى الليلُ بالجزيرة قطعةً فقطعة

أصواتُ الحافلاتِ تتلاشى وأغاني الطيورِ تصمت

الطائراتُ تحلقُ أعلى فأعلى

ولا أبوابَ تفتحُ

دعائي يمضي دون أن

يحركَ جفناً في أي وجهٍ كان

أحلِّقُ عذراءَ في الفضاء الأخضرِ، لا أكُفٌّ

ولا حتى نظرةٌ عابرة تصطادُ جسدي

كل ما أتوقُ إليه الآنَ أن أُعصَرَ بين صفينِ من أسنان فضة

أن أخضِّلَ شفتيهما

أحيلهما من صحراءَ قفرٍ إلى فِردوس

هذه حياةٌ لا يتوقُ إليها بشر

وُلِدتُ كي أُلمسَ وأَلمسَ

خذني كرةً إن أرَدْتَ

دحرجني بنطحةٍ أو ركلةٍ

أَمْقُت أن يدورَ ظلي حولي

أحيا حين تطرحني على لسانك

وإنْ فيه هلاكي

امضغني بدافعِ ضرورةٍ أو لشوقٍ فيك

الاكتفاءُ الذاتيُّ لا وجودَ له، كذبةٌ كسواها

بعيونٍ تحدقُ أتدلى في دفءِ الصيف

وأسمعُ خطواتٍ غريبةً تدنو

خطوات تختفي

كلمات تتخبطُ في فراغ

ادنُ مني

ولا تدعْ ظاهري المتألقَ يُعميك

فأنا الآن أجفُّ من داخلي

ضمني بيدكَ

كي تسمعَ نداءَ الأعماق

لا أصدُّ أحداً

مشرعةٌ أبوابي لمن يأتي

حتى لسكين

فُرِّغْتُ من كل ما يطيلُ مكوثي في فمك

أنا الآن بلا نوىً كي على عجلٍ

تزدردَني

لكن لا يزالُ، كلُّ ما ترى، يرقدُ في مائي

أنا

لغتكَ

زر الذهاب إلى الأعلى