مجتزأ من نص الثالوث

في بعثرة النصوص وأمواج النيل الأبيض
حيث أحببتك ألف مرة
فلتبني محراب الفناء هناك
ثم مُت بلا وداع
سيستغيث الموج بي
وكذا النصوص
فلن أجيب
إن الرحيل يا سيدي
رصاصة تحاور-موضعها في جسد القتيل-
عن احتمال أن
أكون خردةً لطفل
يرسم بها تطور أنموذجة الحضارة
أو قل إبرة لترياقٍ
تختار موضعاً عليك و تنغرز
تأملني مثلها
أحمل رسالة إلى هذا الموضع من الجسد
ثم أخرج، لا أود البقاء
الشمس كانت ترى انعكاسها على النهر
فتبتسم، لمداعبة الهواء لصورتها
فتتعرج، وألمس قطعةٌ منها، تذكرني بك
ألمس هاتفي، فأرى نفسي تصيح
وكل الأمواج تحاصرني في حلقة
كان الجمال مثلي، درويشاً
تناجيه موسيقى الأكوان
قلت: غرقى أنا
في النهر مرة
وفيك ألف مرةً
وجذبت مهرجان الحب لدائرتي
التي تزداد عمقاً في المياه
تظاهرت العناصر المحتملة لموتي
فنجوت
لأصاب بالرحيل وذاكرة لا تنسى
صمت الكون يصلي للموسيقى
فلا تباكى الكمانج على أنين الناي
ولا جلد الجلد ذاته على طبل الإيقاع
كنت أُخطط للرحيل بلا كلل
يصارعني وجهك الهادئ، الصارخ
يحاصرني جسدك البوهيمي
فأفلت توقاً للحرية لأتشبث بحضنك
عبئت كل ذكرى كُناها، تجلياً للحياة
فاغتالتني
قلت: لا بأس
سأترك مساحةً للبحث عنك
في قنينة تفوح برائحة القنب
فوجدت آثار الجريمة
شفتاك تبتلع الدخان وتقبله عند الخروج
هل يمكن أن أكون سيجارة؟
كم سألمس بقاعك القصية
ولا أترك أثراً
سوى سعال طفيف يذكرك بي
فأنا القاتل والمقتول
وبضع آثار الجريمة
أهبطُ السلالم قائلةً:
سنلتقي ذات يومٍ
فكان كل يوم هو ذات يوم
فأعود أبحثُ عنك
كان الإرتحال هو الطواف في جسدك
من الرأس إلى القدمين، حجٌ مبارك
فهل ستشنقنا الأغاني حين نختار الرحيل؟
أم سيقتلنا الحنين إلى الوطن؟
كلاهما منفى
البقاء أو الرحيل
دوما سيأتي الصبح، وباسم الثغر سيرحل
قلدني رحيلا أو بقاء وقُبلةً
وانسج خيوط العنكبوت كي أقطعها
لأهرب من هروبي نحو صدرك
كي أهامسه
قلدني السلام حين استعرته مني
في عناق لله
الفناء والموت لك
والسفر لي
ولنا ما تبقى من عناقات اللقاء
الرميز بت نجوى