ثمار

لا للشروط المجحفة الظالمة

أثبتت التجارب العملية أن دخول السودان في تحالفات ومحاور بل وحروب لا ناقة لنا فيها ولا جمل أضرت بالسودان وبالشعب الذي دفع ثمن أخطاء الحكام والساسة، وهناك ضغوط حالية ليدفع سودان السلام والديمقراطية ثمن سياسات النظام الذي اقتلعه.

كما هو معروف سقطت الأيديولوجيات التي أدخلت الدول والشعوب في صراعات ونزاعات حول السياسات والمبادئ والأفكار لتحل محلها سياسات براجماتية نفعية خاصة في الدول الرأسمالية التي تقوت بعد سقوط المعسكر الاشتراكي الأممي.

لن أدخل بكم في سفسطة نظرية حول العلاقات الخارجية التي أصبحت محكومة بسطوة السياسات النفعية خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية وعلى الأخص في عهد الرئيس الأمريكي الحالي المثير للجدل دونالد ترامب.

صحيح أن السياسة الخارجية لأمريكا ثابتة مهما تغير الحكام لكن في عهد الرئيس الحالي زادت التوترات حتى داخل أمريكا، وأثرت سلباً خاصة على الشرق الأوسط بانحيازها شديد الوضوح لدولة الكيان الصهيوني التي مازالت تواصل سياساتها العدوانية والتوسعية في المنطقة دون اعتبار لحقوق الشعب الفلسطيني ولا للقوانين والمواثيق الدولية.

أكتب هذا بمناسبة الجدل المبالغ فيه في الساحة السودانية حول التطبيع مع إسرائيل وربطه عنوة بقرار رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، بعد نجاح الشعب السوداني في الإطاحة بالنظام الذي تسببت سياساته في وضع السودان تحت هذه القائمة.

يعلم القاصي والداني كما تعلم أمريكا أن شعب السودان لا ذنب له في سياسات وممارسات نظام الإنقاذ الذي اقتلعه في ثورة سلمية، وكان من المؤمل دون مراوغة أو شروط ظالمة ومجحفة تطالبه بأن يدفع ثمن خسائر لم يتسبب فيها، بدلاً من مكافئته على انتصاره للسلام والديمقراطية والعدالة.

مع كل التقدير للجهود الدبلوماسية التي تجري لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب فإننا نرفض الخضوع لأي شروط محجفة يتكلفها الشعب البريء من الإرهاب والإرهابيين، ونرى أن تتكثف جهود الحكومة الانتقالية لاستكمال تحقيق السلام العادل والعمل من أجل معالجة الاختلالات والأزمات الداخلية خاصة الأزمة الاقتصادية والاختناقات المعيشية، مع استمرار تعزيز سياسة الانفتاح على العالم خاصة مع الدول الشقيقة والصديقة وعلى الأخص مع الدول التي لا تتدخل في شؤون السودان الداخلية أو تسعى لتحقيق مصالح الاخرين على حساب الشعب السوداني  المسالم الديمقراطي.

زر الذهاب إلى الأعلى