غوايات

شق أرضي

أرق

لا أستطيع النوم

الطُرقات في أحلامي وعرة وموحشة

الطقس ضبابي

أقدامي ممزّقة

الوحوش سريعة

و ليس ثمّة قطارٌ يقلني .

لا أستطيع النوم

الظلام في أحلامي دامس

وحيدة في الصحاري أرحل

و ليس ثمّة نجمة في سمائي تضيء

لا أستطيع النوم

الحفر في أحلامي عميقة ومريعة وسوداء

و ليس ثمّة من يلقي لي بحبل ينتشلني

لا أستطيع النوم

الأزقّة في أحلامي ضيّقة ومندبة

أقدامي مُثبّطة

الكلاب مسعورة جداً

و ليس ثمّة من يفتح لي باب

لا أستطيع النوم

اللصوص بفؤوسهم يطاردونني

أركضُ ظانّة أنني شجرة

و الممر مسدود

لا أستطيع النوم

الفواجع في أحلامي لا تنتهي

دموعي مالحة وغزيرة

الجروح على وجهي مفتوحة

ويداي أقصر من قصائد الهايكو

جميع المناديل ممزقة

و ليس ثمّة صدر أمي

شق أرضي

بالأشرطة البلاستيكية اللاصقة الصغيرة الساذجة

يحاولون رتق جراحك

جراحك الأشبه بشقّ أرضي

بعد زلزال عنيف

فوبيا

العصافير مصابة بفوبيا الحبس

هكذا صارت تفعل

كلما طارت

شكلت أسرابها جداراً من الأسلاك الشائكة

 تسكع

أنا التي تتسكع في مؤخرة الطريق دوما

كانت تنهال علي كل التعاسات التي يرميها الناس خلف ظهورهم

 مسامير

نحنُ الظلاليون، الرُكنيون، السائرون على أرصفة العدم فُرادى فُرادى بقدم فلامينغو وخطوات أُحادية مبتورة، إلى الخلف دوماً، الخلف أو ربما الأمام الأعمى، بوصلة باتجاهات دائرية، حبال صوتية متآكلة، كلمات مكتومة تخثّرت، قلوب متقرّحة بلا مكابح،  أرواح صفراء صدئة .

الحياة وهي راكضة راكضة، تحمل مطرقتها بنهم، مَنْ أشار علينا وقالَ هؤلاء مسامير!

زر الذهاب إلى الأعلى