غوايات

خريطة كنتورية لابتسامة عابرة

تَبتَسِمِينَ فَيُصَابُ الورد بالندى

تصاب الأرض بالصَبَاحْ

ويصابُ الصباح بأشعة الشمس و العصافير

يصاب الشجر بالزهور وتغريد الطيور الموسمية

يشرب الكون نخب الحياة بكأس الوجد

تلبس الشوارع سالكيها

وتمد يدها بالياسمين.

تبتسمين

فيطفئ العدمي مصابيح شكه لينام في أمان الله

فيرى الملائكة في صلاة البحر وتجمعات الشعب المرجانية.

يحلق الصوفي بأجنحة الصلاة على النبي في سماء التسليم وعرش اليقين.

يخلع الجندي شهوة القتل

كعروسين يخلعان ثيابهما في ليلة زفافهما

و يقبل جثة سيدة في حلم عابر.

ياه!

كلما صابحني وجهك في شرايين الكتابة

تتوشح السماء بالغيم المشجر بالمراعي والبساتين الظليلة

يتكلل المدى بقوس قزح

تحيك الأرض حليباً ورياحين

تخضر البلاغة في عصر ما بعد الحداثة

 تعشوشب الكلمات كلما تجلت عليها صوتك

في سهول الأغاني.

يتخلص السهم من ألمه الفتاك وأسئلة الضحية

يرمي الغدر مديته قرب الإخلاص

تدخل القصيدة غرفة الإدهاش

والمعنى واقف على قدم وساق الإنشداه

ينتظر ميلاد الإنزياح.

تبتسمين

فيصاب الليل بالآهات

الدمع بالمناديل

العشاق بحمى العناق

العناق بالتماهي

التماهي بالغياب

الغياب بالهذيان.

تبتسمين

فيصيبني الصمت لوجه الله

تصاب اللغة بالشعر

و الشعر بالنبوءة

يلملم العمر نشارة الأيام

كي يطهو جراح الماضي دون منكهات

ويعد للغد المعلول حساء الأمل.

تبتسمين

فتغتالين حزني وتُؤثثين منفاي بكيمياء التواصل

لتستحيل سعادتي نهراً

و رغيفاً يملأُ سلال الجوعى.

زر الذهاب إلى الأعلى