عذُوبة…*

أُجيؤُكِ ملآناً بشفَقِ الوجْدِ، يُدخِلُنِي قمرُ الضَّبابِ المُحتفِي بالشّجرِ المُتألّهِ بالظّلام- الشَّجَرِ المتسربلِ بموجةِ هدوءٍ صبيّة- في عَتَمَةٍ روحيّةٍ خفيفة. أستلقَي في رحابةِ الصّمتِ المتأرِّجِ بالوجداناتِ الخفيّة الخافتة، ألقاكِ؛ صَدْرُكِ المُنْتَهَى، يتخلّلُنِي، يُهدهِدُنِي أثيرُ الجّنْسِ الحَنَانِيِّ السَّماويِّ في مهدهِ القَشِّيِّ النّاعمِ كشَفَتَي فتاتِيَ-الموجَة. يصيرُ امتلائيَ بالجّنسِ، كالبُرتُقَالَةِ، بُراقَاً قُدُسِيَّاً إلهيَّاً، ” أكُنْ باللهِ قائماً.. “. يمتزجُ جسدي، المرتعشُ بسِرِّهِ العُصْفُورِيِّ المُبَلَّلِ بالنّدَى، بِشَفَتَي الأُلُوهَةِ الحميمة.
” أكُنْ باللهِ قائماً “.. آهٍ.. يُشَقْشِقُ فيَّ لونُ الأُلُوْهَةِ الطّيّبُ الطِّفْلِيُّ، يُدَغْدِغُنِي نُعاسُ العُذُوْبَة.. سلامٌ.. سلامٌ.. أريجُ ربٍّ رحيمٍ رذاذٌ بقلبِي، أنامُ، أنامُ.
مطار الخُرطوم، مساء الاثنين 16\9\1985م.
* من مجموعتي الشعريَّة المُسمَّاة “خصوبة القداسة”، منتدى أهل السُّودان، تصميم الغلاف: طارق أحمد أبوبكر، لندن، 2004م.