مع ممدوح أبارو
بعد فوزه بالمركز الأول لجائزة الطيب صالح للإبداع الروائي/ مناصفةً.
ممدوح أبارو ل(البعيد): ككاتب تشغلني رسالتي في التغيير.
قدَّم ممدوح أبّارو نفسه للمشهد السردي بقوة وصمت، حيث عكف على الكتابة والنشر اضافة إلى التدوين الراتب بالصحف؛ وفي كل ذلك كانت له بصيرة ورؤية تدللان عليه وحده.
وهو كاتب سوداني مقيم بقطر، صدرت له بِتّاتْ حارسة – سردية صغرى، عن دار رفيقي للنشر، شاخيتو – بوابة بوهين الضائعة، عن دار الريم للنشر. وله تحت الطبع: – تحضير أرواح – مجموعة قصصية.- اختزال متعدد – نصوص- رأس الشيطان – رواية.
الناجي الغريق – رواية. حازت على جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي ٢٠٢٠؛ بجانب مقالات في النقد الأدبي في عدد من الصحف السودانية.
أجراه: عبدالرحيم حمدالنيل
– كيف تتوقع أن يؤثر تتويجك بالمركز الأول/مناصفة في جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي على مشروعك الكتابي؟
– بالتأكيد هنالك لحظة فارقة في مسيرة كل مبدع، قد لا تكون نقطة إنطلاق بقدر ما هي لحظة تزود لمواصلة المسير. جائزة الطيب صالح من أكبر وأهم الأحداث الثقافية والأدبية في البلاد، فبالتالي سيكون لها تأثير كبير في تقديمي للقراء داخل وخارج البلاد، وهو ما يحتاجه كل كاتب أن يكون مقروءاً.
– ما هو طموحك كروائي، أعني أين تقع عيون قلبك وأنت مقبل على أي عمل جديد كل مرة؟
– أن أكتب أدباً جيداً؛ فالأدب الجيد هو ما يبقى ويخلد في أذهان القراء وبين أرفف المكتبات.
– كيف تنظر إلى الرواية السودانية الآن، بعد حركة النشر النشطة المتأخرة هذه؟
– في تقديري الرواية السودانية تحتاج إلى حركة نقدية ترافقها كي تظهر. فالنقد هو ما يطور الأدب برفعه للجيد منه.الإنتاج الكمي مطلوب والنقد هو غرباله.
– لماذا تأخر النقد عن حركة الكتابة في رأيك؟
– النقد لاحق للكتابة بالأساس. غير أنه تأخر كثيراً في السودان ربما بسبب احتكار القلة من الأكاديميين لهذا المضمار بإلباسه لبوس الغموض وخلع هالة من الإبهام حوله. النقد رديف الأدب والقارئ الحصيف ناقد مجيد دون قلم وربطة عنق.
هنالك حوجة إلى صحافة ثقافية وقنوات فنية تتناول الفنون والأدب بالتحليل والدراسة، لا صحف تهتم بحيوات المشاهير الخاصة.
هنالك حوجة إلى مكتبات عامة، ومجموعات قراءة عامة كما البشير الريح سابقاً.
– ألا تخشى فكرة التنافس في الأدب، تقييم عملك قياساً بأعمال الآخرين، ومقارنته؟
– أنا أفضل المنافسة لأنها تضعني في تحد مع نفسي قبل الآخرين.
– ماذا يشغلك ككاتب، ماذا يهمك كقارئ، وهل تلتقيان، في روايتك؟
ككاتب تشغلني رسالتي في التغيير، فأنا من دعاة التغيير المجتمعي أولاً. ثانياً أبحث في الكتابة عن نفسي وعن المعنى من وراء الأشياء وهو جوهر ما يضنيني كقارئ لذا نعم نتقاطع في كثير من النقاط.
– ما بين مقولتيّ (زمن الرواية) و(موت السرديات الكبرى)؛ كيف تبدأ رؤيتك الكاتبة والناقدة للرواية؟
– في الحقيقة أنا لا أرى في النقد أمراً مختلفاً عن الكتابة. فالنقد عندي نص موازي للعمل. كما أن التقيد بخطوط ومسارات -ولنقل أكاديمية- بعينها؛ يخرج الكتابة بشقيها النقدي والأدبي عن سهول الإبداع إلى صحارى البحوث والدراسات. فالكتابة عندي تفريغ لاعتمالات الكاتب مع ما حوله سواء كان واقعاً خيالياً أم معاشاً في حالة الكتابة، أو نصاً مكتوباً في حالة النقد. لذا تجدني أنهي العمل متى ما خلصت منه غير مكترث لعدد كلمات أو أركان.
– بعد (بتَّات حارسة) و(شاخيتو)، نبصر النزوع إلى الإمساك باللحظة السودانية الممزقة في (الناجي الغريق)؛كأنك تريد أن تؤول روايتك إلى واقعٍ أكثر فانتازيةً؟
– الكاتب ابن بيئته ويتفاعل مع المعطيات من حوله. فمثلاً في زمن ما قبل الثورة كنا مجبرين على للكتابة برمزية عالية مغبة منع النشر وتعنت السلطة، وقد اختلف الحال بعد الثورة. إضافة إلى أن نضج الكاتب يتناسب طردياً وتجربته الكتابية، حذو الحرف والنبرة كما القراءة، وكما الجميع فقد بدأت مسيرتي بالقراءات المترجمة ثم العربية فالسودانية، وهو ما ينعكس بالتأكيد على التجربة الكتابية.