إبنة الجبال
تسابق الوقت، وتسابق خطواتها عتمة غيم ديسمبر الشقي،
تطلق ضحكة، تهز عرش المُزارع، وتصنع كرنفالا للسنابل الناضجة،
تغازلها الأعشاب بلمسات متفرقة على مسامات جسمها،
فترجف خجلاً.
في مدينة مُسكرة بالجمال
وسكانها مسكرون بالحروب
موسيقى الصباح، دانات وطلق
وبكاء الأطفال،
ينكمش الورد وينطوي،
تصرخ آلام ويختفي
صوتها في عمق الفراغ،
علىّ سلسل جبالها المخضرة
سفر منسي من التلاوي والتسابيح،
أرواح الالهة تتجلى عند الشروق،
ويحج إليها الأنبياء، والشمس تصنع ستائرها البرونزية،
على تضاريسها الخلابة، لوحة من الجمال.
الصبية المندفعون في المياه،
السابحون في رحيق الطبيعة،
الصامدون رغم البؤس، المنتصرون رغم الحروب،
الباقون رغم العدم،
النسوة المغطيات بالأسى،
الآتيات من رحم التعب،
والممسحات بنذر القديسين،
الجميلات، الحسناوات،
الحالمات رغم مرارة التمني.
أنتِ يا ابنة الجبال،
والصخور الملساء،
يا حبة الزيتون المندي
ومنارة الروح،
يا المنزلة من سفر الحياة،
ملائكية الطبع ومختلفة الحضور،
يا أنا،
و يا نفسي المشتتة في الدروب.