أَحْوَالُ شَايَانتِي
هُنا في القَبوْ،
تسخَطُ شَايْ على كُلِّ شَيءْ،
لا تقتصدُ في توزيع لَعْنَاتِها أبداً؛
على الكمبيوترْ، وسِلالِ الأدويةْ، ومُشرِفيْ العَمَلْ..
تأتي شَاي إلى ورديِّتها في الوقتِ تماماً،
بنحولِهَا وقامةِ أسلافِهَا،
بِشعرِهَا المضفورِ مثل طُيُورٍ على وشْكِ التَّحلِيقْ،
تأتي ملوَّنةً كمصابيحَ ذهبيَّةٍ على سَاحِلِ الكاريبيْ،
تقولُ Bro؛
هلْ تُحبُّ هذا المكانْ؟
-لا يا شايانتيْ، لا أحبُّهْ،
تقولُ علينا فِعلُ ما يتوجَّبُ فِعْلهْ.
ثمَّ تضيفْ؛ سآخذُ أول فرصةٍ أحصلُ عليها بعيداً منْ هُنا.
-أنا أيضاً يا شايانتي إن أسعفني العُمْرُ قليلاً سأعودْ.
حينما تكون شاي في مِزاجها يلتئمُ كلُّ شَيءٍ حولها،
تُغدِقُ ألوانَاً ودفَاتِرْ،
فيرسمُ الجميعُ سُهُوبَاً مُبدَّدَةْ،
ويقتَنِصُونَ سَرابَاً وَمَيَازِيبْ..
ستسمعُ شايْ تنادي على رفيقاتِهَا؛
شامبااا،
هيييي شامبااا،
لا أعرفُ ما تعنيه شامبا عندَ شاي،
لكنِّي أعرفُ أنَّ ألحاناً ستُبعَثُ منها بعدَ قليلْ،
وتغنِّي شَايْ بكاملِ الرُّوحْ،
وكأنَّ الينَابيعَ تأتيْ من نَوَاحٍ مجهولَةْ،
فتورِقُ أغصانٌ ونَوَافِذْ،
ربما أعادتها الأغانِيْ إلى هُنَاكْ
إلى البَاشَاتَا في طُرُقاتِ آنا ريجينا..
..
..
لشاي روحُ قائدٍ عُمَّاليٍّ،
ولها نظرةٌ مُتحدِيَّةْ،
تسخطُ على خَلَلِ المعاييرْ،
وعلى جهازِ قياسِ الحَرَارةِ الجديدْ،
تقولُ رومونا؛
إنَّ هذا من أجلِ صحَّتكِ شايْ،
أتظنِّينهمْ يهتمونَّ بصحَّتنا؟، ثم تمضي إلى حالِ سبيلها..
لا تضحكُ رومونا، فقط عيناها الجامايكيَّتَانِ تمتلئانِ غِبطَةً،
هي تدركُ ما تدركهُ شايْ،
لكنها تطفِّفُ ما استطاعتْ،
لأنَّ هذا ما يسترُ الحَيَاةْ..
تسألني رومونا؛
What’s up Anas?
-أقولُ على ما يرامْ،
-أوَ ما يزال الرَّاستَافاريُّونَ هُنَاكْ؟
تقولُ نَعَمْ، نفسُ الجنونِ القديمْ، لا شيءَ تغيَّرْ،
وتبتسمُ ابتسامتها الطِّفلَةْ،
ثمَّ تمضيْانِ مَعَاً،
مُتَفَاوِحَتينْ،
هيَ وشايْ،
نحوَ سَمَاءِ الأَغاني المجهولَةْ..
..
..