غوايات

أنا أخفي الكثير

مازالت أذكر كل شيء، كالقبلة الأولى علىّ شفاه قاصرة

تجذبني المدن الهادئة، أسمع فيها صدى صوتك

أنا لست أنا

أنا فتاة مجردة من القبيلة والبلد والدين

أنا لست أنا

أنا صبية يعكس لوني وجعي

وعلامات التعب على وجهي

في محطات القطار

وصفوف الانتظار

البطاقة التي تحمل اسمي

لم يكتب عليها وطني

بل كلمتين فقط

بطاقة لاجئ

السنابل في العراء

تحارب وحوش الظلام

تخفي هزيمتها أمام الشمس

لتبقى خضراء

أنا أخفي الكثير، أخفيك أنت بين جفون عيني، وفي سراديب قلبي

أخفي دموعاً كادت تسقط عندما سألني أحدهم عن أمي

أنا أيضاً أخفي الكثير

أخفي الندبة التي تزين ساعدي الأيمن، وتلك التي علىّ خدي

بالقليل من مساحيق التجميل أخفي وطني

ورائحة البارود

بين أفق النيل والسماء

لا تعد

فالراحلون كثيرون

ومشقة البقاء أشد من الرحيل

في دهاليز ذاتي

أجدني أخبرك سراً

عني

عن جمال تلك التي تتوسط نهدي

عن رغبتي في تقبيلك إلى أن يأتي الصباح

في الليل

كلنا عاشقون

ولكل عاشق معشوق

وأنت يا حبيب

من يشغل عني رؤية القمر

الذي يصاحب نجمتين لؤلؤتين

تشغلني عن نفسي

فأفتح نافذة للذكريات المندفعة كالموج الغاضب

يعصر قلبي

أبكي، أشهق

ثم يدنو قليلاً

فأحن وأشتاق

يجرفني السيل إلى البر

أتنفس بعمق

أنا أحلم

دومينيكا أميت

دومينيكا أميت

كاتبة من السودان
زر الذهاب إلى الأعلى