غوايات

هذا اختصارٌ

هذا اختصارٌ

بل اقتصارٌ لما تبقى من طرق

كنا بعهدٍ آفل

نتقاسمُ العهدَ المُوشّى

نتجاذبُ الأحلامَ والأحكامَ والأقلام

نطوي المسافات بين دموعنا

نتنسمُ الأخبار عن أرواحنا

كنا معًا نجتازُ خط النار

فاصلًا بين ما كنا وما سنكون

أو هكذا كنا نظن

أو هكذا كنا نخون

نخونُ حاضرنا الممرق بالتعب

كنا نخون الأزمنة

نسافرُ بين ماضينا وحاضرنا

ونصِلُ إلى نصابٍ مكتمل

حين تحضرُ في خواطرنا الحياةُ القادمة

كنا نظن أن فواصل الأزمان

هي الهتافات وبعض أحلامٍ

والقليلُ من الشجاعةِ والمواجهة العنيدة

ثم انتفى ما كنت يومًا أعتقد

ثم اختفى ما كان يجمعنا

فإليكم ما تبقى من طرق

طريق الثورة:

أبكيتموا هذا الطريق

الطريقُ الممهدُ للعدالة

قد انتهى عند تقاطع الكلمات

وانتهينا (بالنذالة)

وقد سألت:

أين ما كنا نروم

بل أين الهموم؟

التي استأمنتنا سرها المحموم

في فجرِ انسياقِ الساسة وراء المهمة الأهم

صرخت الثورة في وجه الوطن:

ابتلعني

ثم خذ من فكرتي بعض الهراء

لن تحتاج إلى الكثير

كلي هراء

كلي ابتغاء وجه الكفر

ملعونٌ ومستوفٍ لحد النفي

جرّدوني من أناي

كُلي لمرضاةِ التوحدِ والسكون

كُلي انتهاءٌ قبل البداية الأولى

بل قبل انشقاقِ السرِ في عقل الإله

ابتلعني

ثم فكر مرةً أخرى

قبل ابتعاثي

دع لي بعض الرحيقِ المشبعِ بالذبول

لا أريد مثلًا أن أنهض مرةً أخرى

أطالعُ كفي، أجد التمرد قد تفانى

في انتزاعي من قعر الفضيلة

لا أريد أن أجدني ألبسُ كل يوم

طقماً من الترقيم

أتعجبُ ثم أسأل

فأستفسر

وأضع النقطة الكبرى

في مكان ما

أجادلُ منطقي فيني

أعاتب حيرتي الكبرى

أيهما أنا؟

تقاتلني إجاباتي

أنا الوحي الذي قد أُنزل

للتفنن في الحياة

يجاريها كيفما كانت

أينما عظُمت يكافئها ببعض تجاهلٍ

أم أنني سوء المعاني

فكرةٌ عبثية

عجزُ الروحِ  عن التجرد

ابتلعني

ثم اقتبس مني جراحًا ونفورًا

خلص الأرض العقيمة من جنوحي

افترشني في مكانٍ لا يُمس

انثرِ الشكَ العظيم على ترابي

ثم رممني بقلبِ امرأةٍ ثكلى

زر الذهاب إلى الأعلى