غوايات

‏الغريب

“إلى أنس مصطفى”

‏يستنشِقُ رائحةَ القهوةِ من بيتِ جيرانِه
‏الذين هجروا بلادَهم بسببِ الفقرِ والحربِ والموتِ بلا سبب …
‏بلادُه ليست أقلَّ فقراً أو حرباً أو موتا
‏ولكنَّها قريبةٌ من بلادِهم، فهم يعبرونَ إليها مشياً على أوجاعِهم إن لزِمَ الأمر …
‏وتعبرُ قهوتُهم كثيرةُ الحنانِ والغِناء
‏تعبرُ أغانيهم محمولَةً على البُنِّ
‏وعلى لَوعةِ الرِّيحِ إلى هدأةِ البالِ
‏وإلى راحةِ الكَفِّ التي أتعبَها تُلَوَّحُ، لا تدري إلى متى …؟!
‏يقولُ في سِرِّهِ لو أستطيعُ مثلَهم الفِرارَ إلى بلدي
‏أنا الغريبُ منذُ ألفِ سنةٍ وحنين
‏أنا الغريبُ مِثلَ رائحةِ القهوةِ
‏أو أمرُّ طويلا ….

 

 

‏الخميس ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٢ م

عصام عيسى رجب

شاعر من السودان
زر الذهاب إلى الأعلى