غوايات

لا أقوى مِن.. لا أقوى عَلى

أنا مرعوبٌ من انتحالي
ومن «كارما» خداع الموت
فمنذ عشرين سنةً
أدَّعي ما لستُ عليهِ
رغبةً في نجاح الخطة
أو على الأقلِّ
نسيانِ من أكون حقاً
لذا يا اعترافاتي الفاحشة
كوني دقيقةً في وصف حالي
فما زلتُ عبدَ المخاتَلة.

إنني ساذج يا إلهي
ولطالما كنتُ كذلك
لكنني سيّدٌ في إخفاء نفسي
خلف السحابة القلقة للجهل
وبارعٌ في تنظيف ذاتي
من الأنَّات الفاضحة
فهل تَراني طيِّباً متثاقلاً للمحبة
هيِّناً مراوغاً حَذَر الرغبة
لطيفاً في الإسماع
خائناً في الدخيلة؟
هل تَراني يا إلهي في إغماضتي عنك
وهلَّا تراني في اجترائي على الإيمان؟

لي صورتان
تكثران حين المَلمَّة:
العاقل المتأفف من رغبته
والأمين خارج التجربة
بينهما أحشو كذبي فلا أراه..
أُسِرُّ: لي صولجان الظلام الذي في المحبس
في الانتظار
وفي الكهولة..
ولي القيد المعلّى في الذَّرَابة
أمضي فلا أُستبان
وأحيا في ضلالة.

أخاف الزحام لأن أحلامي خبيثة
ولأن قوَّتي في وَحدتي كذلك
ومتعتي في الخِفْيَات
لكن مع كل هذا
يُحسن الظن بي أشباهي
ولا أردّ دَينهم حين الفضيحة.

….

أنا سجينٌ يطلي زنزانةً بخراء ظنّه
أنصاع لنظامٍ من التفادي والإكراهات
ولأصدقاء متخيلين يعلمون الغيب
ويجبرونني على الجَلَد
وعلى أشياء مضرّةٍ بالحياة
وعلى احتقار التَّوْق
وفعل المبالاة أحياناً..
لكن الغريب في هذا
أن يحتملني حيِّزي من دون امتعاضة.

لم أنضج قَط
أعرفُ كابوس كل ليلة:
أن تُرى تأتآتي
خلف وهم الرصانة
أن أُرِي..
وأنا لست مهذباً في الحقيقة
ولا قانعاً أو صلباً في الأمور
لكن توفيقي بالله
فلا يدركني شنآن الناظر.

 

مارس 2022

محفوظ بشرى

كاتب من السودان
زر الذهاب إلى الأعلى