خروج (22)
إِذا خرجنا مرةً أخرى ،
سنأخذُ كلّ شيءٍ
سنُودعنَا في أفئِدتنا الخاويةِ ..
في المرّةِ السابقةِ مَشينا ،
أمَدَاً آمِدَاً ..
اِمتلأ فراغَنا بالرِمالِ ،
حتى ظنَّتنا الصَحراءُ بعضَاً مِنها ،
أبْدَت بِنا ..
انضم آخرونَ لكُثبانِنا الرَّابِطةِ..
وآخرون ورملٌ ورملٌ ..
إِذا خرَجْنا مرّةً أخرى
سنأخذ قبْضَةَ البابِ
والمشاعرَ التي بثَتَها أصابِعُنا
في كُلِ كَرَّةٍ أدَارتنْا وكْرةُ التفكِيرِ
فأبوابُ حرُونٌ هُناك ،
عند مُزْمعِ المكانِ . .
سنأخذُ دفءَ مُسامَراتنِا
لنمنحَهُ الخُبْزةَ
سنأخذُ نظراتَنا الهائِمةِ
حول آيةِ الكرسِي في الصالون
ونُوزعَها على العيونِ المُرْتاعةِ،
الباحثةِ عن وجوهِها المفقُودةِ،
سآخذ بِشْرةَ جبْهتِي
مِنْ على دولابِ المطبخِ العُلوي
وآهةَ إصبعِ قدمِي من على الطاولةِ ،
والسَمَكةَ ، والنَبتةَ
من خليطِ خليّاتِهم سنُنَحِي جِينَ الثقةِ
بدلاً عنه سنَصِيغُ جِين أسلِحة ..
سآخذ كعكَ العيدِ هذه المرَّةِ
لأقايضَه في الطريقِ بأحلامٍ
للمؤَرَّقِين تحت جفنيَ ..
سنأخُذ الملاءاتِ البيضاءَ الجدِيدةَ
نغطي بها السياراتَ النائمةَ وسائِقيها،
ليكون تحولَهم إلى غيمةٍ بِسَارٍ
أكثرَ سَلاسةٍ، كالحُلمِ ..
سأقتبِسُ أصواتَنا المعلقةِ على الجدرانِ
وأفْضِي بها لصلافةِ الكَظْم!
سَأتركُ فقط أقدامِي المبللةِ
على بلاطِ البيت
لترتدي كُثباني إلى شطِّ سريري
إن أُبْت.