مِثلُ مَذاقِ كونشيرتو*
(قبلّنا بَعضَنَا طويلًا ونَجَونا من الأعداء)
نكايَةً بالبحرِ،
أُربي نهرًا صغيرًا
في غُرفتي.
لا أُريدُ نَدمًا.
أُريدُ أوركيدًا يفتحُ بين نهديكِ
قُبلةَ الصَّباحِ ورقصةَ النَّهرِ في النافذةِ
قُبلةَ الصباحِ وتميمةَ الحُبّ
قُبلةَ الصباح.
انتظرتُ عينيكِ تُطِلّان من هشَاشَةِ الحُلم
انتظرتُ يدَكِ تُناولُني قبضةَ الشَّمسِ
من مَزهريةٍ خاطِفة.
يَدَكِ تناولني الطريقَ، لأنني ضللتُ.
يَدَكِ.
لا أَريدُ صلاةً مُدمَاة.
تَعالي نُغنِّي،
نُطارِدُ طَبلَ الرّيحِ في الدّغلِ
نرقصُ أبدًا.
تعالي نرقصُ أبدًا،
بِمعولِ اللَّيلِ..
لا بالمِنجل
بإزميلِ المُوسيقى..
لا بجوقةِ المِطرقات.
بالنَّصلِ..
لا بخِنجرِ القلب
بالعُنُقِ المذبوحِ..
لا بِطعنةِ الدِلاء الفَارغة.
بيدي الحَادَّةِ كرُمحٍ..
لا بأناملِ البِّئرِ
المسمومة.
بعَضَلةِ الحَديد..
لا بجُلّةِ القَمرِ الموسمية.
بحذاءِ الريح..
بفُقاعةِ الصَّمتِ الهائلةِ
بالتّحديقِ في عَينِ النسيان
بالمزهرية .
بتلويحةِ القبرِ
بحنجرةِ أشلاءِ الطائر
بالعواءِ الأملس
ببابِ الخلاء.
بأنقاضِ الأمَلِ المهجُور
بصُورِتكِ في إطار دمي الزُّجاجي
بشهقةِ وردةٍ..
بموتتي وحيدًا.
بالكِتمانِ الأعمى
بدُخانِ الكِتمانِ الـأعمى..
بالليلِ.
بالعُميان يحفرونَ الدَّرب للموتى.
بعربةِ التابوت
بأغنياتِ الحربِ في شفاهِ الأراملِ اليابسة
بجوقةِ الخُذلان
بملاءةِ غرفتنا المُوَرَّدة.
*مجتزأ