غوايات

نصوص

منتقاة من عدّة مجموعات شعرية

حرية

الفراشة التي دخلت من نافذة المطبخ،

كانت تحوم لأيام في كل الغرف،

ترتطم بالسقف كلما حلمت بالهواء،

وتحك ألمها على ضوء خافت للأباجورة الأصلية.

الفراشة التي نامت كثيراً

على صوت هسيس الأشجار في التلفزيون،

وعلى حواف الأحلام في الأغنيات الشعبية،

لم تعد تذكر لون السماء تماما،

ولا تفرق بين الجدار والفضاء؛

لذا تتعرف الصباحات من حنين في القلب،

وتروض أمنياتها بالقرب من شجيرات البلاستيك

في ركن الصالون.

الفراشة التي انتحرت مؤخراً بسعادة مفرطة،

في زجاجة خل التفاح المفتوحة من زمن

على سطح الثلاجة، التي كُتِب على إحدى جوانبها

قد تكون المواد المحفوظة قابلة للفساد؛

إذا ترك الباب مفتوحاً.

 

صورة البيت القديم 

أبحث عن بيتنا القديم عبر قوقل إيرث،

 صغير ويبدو مثل ندبة في خلية نحل،

سيارة مركونة أظنها لأخي

عندما عاد من سفر طويل،

 ليخبرنا بشيء عن مفهوم الحنين.

بيت جديد ومسجد

في الأرض المسورة التي كانت ملعب كرة قدم،

المزرعة صارت سوبر ماركت كبير؛

لأن الطيور لم تعد على أشكالها تقع.

الأسطح أكثر وضوحاً

حتى في الأجهزة الذكية،

أستطيع مع كل تحديث جديد،

وبحركة توسيع الشاشة بين الإبهام والسبابة،

أن أرى بدقة شراعي الملون،

لايزال عالقاً في الستالايت،

أستطيع أن أطيره مجدداً بإصبعين؛

وأركض محدقاً في السماء.

محمد خضر

شاعر من السعودية
زر الذهاب إلى الأعلى