ترجمة

قناع الله

ترجمة : عبدالإله صحافي

في ليلةٍ

زارَت قصيدةٌ شاعراً:

من الآن وصاعدًا

يجب أن ترتدي قناعاً.

أيُّ نوعٍ من الأقنعة؟

سأل الشاعرُ.

قناعَ وردةٍ،

أجابتِ القصيدة.

فعلًا،

لقد استعملته حتى أرهقته،

قال الشاعر.

إذن،

ماذا عن قناعِ أغنيةِ العندليب،

هل جرَّبته ؟

أوه، هذا قناعٌ قديم، قال الشاعر،

فكلُّ الأقنعةِ استُهلكت .

هُراء ،

قالتِ القصيدة،

إنّ القناعَ الحقيقيَّ

لم يستعمل بعد،

حاول ارتداءَ قناعَ الله،

فهذا القناعُ

يضيء السماء.

إنّه قناعٌ ضيّقٌ،

أجابَ الشاعر،

وتطوّقُه النجومُ

مثل النمل.

حاولْ إذن

ارتداء قناع التروبادور

أو قناع المغنّي،

حاول ارتداءَ

كلّ الأقنعةِ الشعبية.

لقد فعلت،

قال الشاعرُ،

لكنّها مناسِبة و سهلة الارتداء.

القصيدةُ فَقَدت صبرَها

صرخَت وضربتِ الأرضَ بقدميها

مثلُ طفلٍ،

إذن ارتدِ وجهك.

جرّب هذا القناع المتبقّي المرعب،

يمكنُكَ استعمالَه

بكلّ سهولة

في كلّ المواقعِ والمواقف.

مزَّقَ الشاعرُ وجهَه حتى النزيف

وصرخ :

هذا القناعُ؟ هذا القناع؟

نعم،

قالتِ القصيدةُ،

نعم.

لكنَّ الشاعرَ

كان منهَكا بلعبةِ الأقنعة

لقد عاشَ طويلا مع الأقنعة.

انتزعَ القصيدةَ

وألصقها على وجهِه.

بكتِ القصيدة،

أرسلَت صرخاتٍ مكتومةٍ،

حاولَت أن تكون أغنيةً

تزهر

في عيونِ الشاعرِ وفمِه.

في الغدِ

صارَ رفاقُ الشاعرِ يخافونَه

صارَ وجهَه مشوّها

ومزعجًا جدًّا.

الآن

هذا هو القناعُ الحقيقي،

قالتِ القصيدةُ.

التصقَت به

ولم تفارقْه أبداً.

Brian Patten

English poet and author
زر الذهاب إلى الأعلى