غوايات

بروفايل لرجل مجهول

ثمة خطيئة فادحة

لا إله بمقدوره أن يغفر لي

وأنا أرهق روحي لسنوات مضت

وأخرى ستأتي

بضجر الطرقات الباردة

بحريق غابات من الأوهام

بذكريات موتى على وشك الحضور

برسائل أتلفتها في حقائب الغرباء

بغرباء غادروا على قطارات بخارية

وآخرين تيمموا وجه شطر السماوات الهاوية .

كيف يمكنني أن أحصي عدد النهارات

النهارات التي قضيتها وحيدا على تلة الأحلام الكئيبة؟

وكم من الحروب التي خاضتني

وأنا محض عراء وجوع وبرد؟

هل تعرفت يوما على العالم

العالم الذي يزجرني حين كنت طفلا

وقلت له ببراءة:

أريد أن ألعب لعبة الليل

 والخراب

أحدهم سيّج الوحدة في دمي

وعلّق فكرة الهرب الدائم

 على مشجب كلماتي الخائفة

أحدهم استدرج الوقت خلسة

من صرخة غدي

أحدهم أشار لعتمة غرفتي

وكان يعني تاريخا مجهولا

 لامرأة

وآلهة

وفوضى .

كانت خطيئة فادحة

ولا أحد بمقدوره الآن يسمني أنا

 أنا

أنا بحاجة إلى  أن تستردي لي أصابعي أيتها القطة اللعوبة

استردي حرارة جسمي

وقصيدتي كاملة

 فأنا على وشك الشتاء

استردي لوجهي

ابتسامة رجل في مقتبل الألفة

 كانت تتشبثه غريزة الصباح

وحلم وحيد يخونه

 في وضح النهار

فيستلذ به عند كل صلاة

 كان له بيت

 ولون

 واسم

لكنه الآن معلق في ساعة الرمل

فاستردي له شوكة للدفء

وأخرى

للنسيان.

الأصمعي باشري

شاعر وصحفي من السودان
زر الذهاب إلى الأعلى