سأكون شاعراً
سأكون شاعراً
إن فهمت
كيف تُنطق الأحرف الأولى
لقصيدة المنفى المدونة
في حذاء العابرين
سأكون شاعراً
إن قابلت غريباً تائهاً
ونقلته
نحو قريته التي نامت
ولم تصحو
سوى على أنقاضها البيضاء
إن وجدت مدينة
تسحبني
لأبني كوخنا الخشبي من الشمع المجفف
ولم يذب
بل نازع الشمس الصمود
والانفضاح
سأكون شاعراً
حين أفهم صمت أمي، حين ترمقني
أرمم حنجرة طائر
تهاوى في فراغ القحط
والمطر
المناهض للبيوت المبعثرة حول أجنحة البحار
سأكون شاعراً
إذا تعلمت كيف أحاور نعشاً
من الأحلام
أو أبارز تابوتاً
من الخشب المجازي
باستعارة
سأصبح شاعراً
إن أعدت التفاحة الأولى إلى الشجرة الخطيئة خلسةً
ونفثت أحرف أبجديتيّ الجريحة
حول أذنيها
لتغفو
دون ذاكرة للخطايا
و دون أن تقذف علينا لعنة الأرض الموشمة بالخراب
سأكون شاعراً
إن كتبت ألف قصيدة في قُبلة
إن سرت فوق جدار عزلتنا خفيفاً، مثل حمامةً ضاعت عن رسائلها
إن وقفت على الضباب
و قذفت سهمي
لأفقع القدر المُعلق مثل لعنةً سوداء
على جراح النازحين
ولكنت شذبت المدافع
ومنحتها أرضاً لتزرع قمحاً
لتطحنه وتطحوه في مائدة الصغار
قلماً
لنشطب فينا تاريخ الخرافة
و نبني زورقاً
نبحر
وننجو منا
ومن وهم النهايات الملوحة في الأفق
لست شاعراً
لكنني لو كنت شاعراً
لفعلت كل شيء بشاعرية
سوى الكتابة