كن كأنك أنا
![](/wp-content/uploads/2020/10/moeldaby.png)
تترك الرماد خلفك أينما ذهبت
وكلّما توهجتْ روحك واحترقت
ولدتَ من جديد
كن كأنك أنا
تُزهرُّ لأجل عِطركَ النباتات الميّتة
وترتدُّ بعد ضحكتَك الأمطار والبَرْوَق
والربيع يتجوّل بداخلك مع كل خطوة
كن كأنك أنا
يرتعبُ مِنْكَ؛ القاتلُ والقتيل
كما الخَنْجرُ اليَتَيم في غرفة الجريمة.
والرّصاصةُ الذَّهبيّةُ التي أُعدت لتقتلك
قتلها قبل كل شيء
شوقها إليك.
كن كأنك أنا
سخامٌ بلون قلب فتاةٍ خجولة
قُبْلّةً كأنّها كرزٌ ملوّن
وورقة توتٍ برّي
وعرّيٍ عارٍ من الموت.
كن كأنك أنا
مليئٌ بالمرَايَا الحادّة
حولك ماءٌ مالح
جِوارك وغْدٌ نائم
جرحك يفتح نفسه بنفسه
يتغذىٰ العالم علىٰ دماءك
النَبَع يَشرب النّور من عينيك
الوغْد مجرّد حِذاء للتزلّج
المرَايَا أطراف الحِذاء.
الماء المالح كان دموعك
وأنا في قمّة الجبل
جبل “آلامك”.
كن كأنك أنا
حديث حَمَامة السّلام لغُصْن الزّيْتون
“أكرهك”
ردّ الغُصْن الأَخْضَر
“ولكني أحبُّ بياضكِ النَّقِي”
تحدثتَ الحمامة
وعندها أفْلتَت الغُصْن!
كن كأنك أنا
تحدثّ إلى نفسك أيها الغاضب:
“لستُ أنا.. من أراد أن تكوني كذلك الطائر الصغير!
ليس أنتِ… من وضع ذلك الشيء في غرفةٍ خالية!
لسنا نحن.. من جاء بالفكرة!
لسنا كذلك.
نحن مجرّد دائرة
تذوب في محيطها الظّلال
وتطغى على حوافها أنانا
وتحتشد في حضورنا ذوات الآخرين”
إلى مَنْ تتحدث أيها الغاضب؟
“إلينا!”
“إلى هذا الشيء”!.
إذنْ كن كأنك شيء آخر!
“1”
“القُبْلة”
“بعضٌ من النّبيذ في فمي لن يُسكرني، لكن القُبْلة ستفعل، بعضٌ من الموت لن يجعلني أشعر أن الحياة خانتني، لكن الحبيبة ستفعل!”.
“2”
“النّبيذ”
“دَع لي جسدك أولاً، سألْهو برأسك في النهاية. والآن هل تشعر برَعْشَة البرد في دفئك؟ هل أظافري ناعمةً على صدرك الأشعر؟ هل هذه الدماء القليلة كافية لأتذوّق حُبّك؟ لأكون واضحاً، أنا لم أشرب بعد!”
“3”
“الفتاة”
أريدكَ
أريدكَ
أريدك اِتجاها خامساً اسمه اسمك
وقمران آخران وصفهما عيناك
وذاتٌ كاملة؛ كوعي الله.
أنا مِنْكَ كأنني خيط دخان..
كلمّا ضاعتْ مَعالمهُ سريعاً كان تأْثيرهُ قوياً
أنا مِنْكَ كلمْسَةٍ ضائعة في جَسَد الوِسَادة
قُبْلةً أخْطأَتْ الشفاه، بقصدٍ أو بدونه.
حُلماً واحداً لشخصين..
“مثلنا”
ولدا في ذات الشهر
يفصل بينهما يومين
حُلماً واحداً لروحين
يفصل بينهما شخصين
“مثلنا”
مثلنا؛ لا يكفيه حُلم ولن تكفيه حياة
مثلنا؛ لا يعيش الحياةَ كاملة
نحن؛ الأشجار المُعلّقة في أبدان آدم
الموسيقى الحالمة التي لم يعزفها “شوبان”
الفيلم الذي لم يقوى على إخراجه “كوبريك”
الرواية التي لن يكتبها أحد!
“نحن We”
ذلك الشيء الذي لا بدءَ لقاعه
ولا سماء لمنتهاه
بلا مدى وبلا فضاء
“نحن”
أجنّة النّور في كل العصور
ومحاصيل البذور
وأنهار الخلود إلى الخلود
“نحن”
مقدّسات الممكن من الآدميُّ
ملاطفات النسائم للغمائم
مقاسات جميع الأحذية
وفجْوة غريبة اللّون
“نحن”
الثّقوب
الثّقوب
الثّقوب
الثّـ قُـ ُـو ـــب
و الحجارة البركانية المتكلِّسة.
“نحن”
النيران التي تأكل الفتاة من يدها
فثديها
فبوابة الولوج إلى الله.
نحن الثّقوب
التي لا يراها أحد
ولا يدخلها أحد
ولا يعرفها أحد.
ثقوبنا الكثيرة
التي تضع “الرحمة” في جوفها.
“نحن”
البُوَيْضات الأنيقة في ثقبها
المنيُّ الراكض إلى ثقبه
والأوردة المُتَعطِّشة إلى النّيكوتين
المثقوب من لفَافةُ الفَراغ
المحشيُّ في حُزْننَا الزّائِف
والمَفْقود من حساب الأُخريات
التي لا يحفظها ثُقْب القدّاحة القميء
القدّاحة المَصْقولة لأجل ملأها من جديد
كالفتاة، المَثّقُوبة (……..).
كن كأنك الله:
سأستمع إلى “كوهين” وهو يغني:
”You want it darker”
“4”
“الله”
لَنْ أكون مثلك قطْ؛ أيها الرحيمي!