غوايات

هروب

أحسد ديك جارتكم، لأن صباحك يبدأ به.

جارتكم التي كلما رأتك؛ تخبر النسوة بما حدث. تعيد المشهد من جديد. تكرر أحداث ذلك اليوم.

الأزقة لا تنطق، لتخبرهن سر خطواتنا، لكن سليطة اللسان تلك لم تترك أذنًا في القرية دون أن تنفخ فيها ما حدث.

ولكن…

ماذا حدث؟

ربما جزء من النص الضائع يجيب عن السؤال. النص عبارة عن حدث عظيم، كذبة وحقيقة ضلت طريقها على عتبة الثلاثين.

انسدل الستار، لم يعد المسرح ضيقا كما كان.

ضحايا وأبرياء، حفل موسيقي صاخب، صيوان عزاء، أطفال يحملون فوق رؤوسهم سنن الأجداد، السنن التي ركضت ما استطعت منها. ها أنت تضع فرضيات، غير آبه بالذين هم على المسرح، هم أيضًا ليسوا بفارغي الأيدي لكي يروك، لكن وجوهم لا تغادر مخيلتك..

هل سينجيك هروبك الأبدي؟.

تشبه عزلتك الفوضى التي تهرب منها. دفتر الملاحظات خاصتك مليء بهم. مكتبتك مكدسة بالكتب النادرة التي تشبه أعرافهم. علب السجائر وقنان. لا تعرف منذ متى تلازم أرض غرفتك. ها أنت تهرب مجددًا.

مشهد آخر

الفوضى نفسها، صوت الكمساري، تذمر الركاب، يد خفية تتحسس جسد فتاة رأت المدينة للتو، صوت أغنية حبيبتك المفضلة، حبيبتك التي نسيت اسمها من بين أسماء الفتيات اللواتي ملأن قلبك، لكنك لم تنس تلك الأغنية؛ ها أنت تعود لتِيهك من جديد. خض التجربة…  الطفل الذي تهرب منه قد يكون في الحقيقة  ابنك الذي نسيت من يكون. ارقص معه؛ الطريق يسع الجميع.

نسرين محمد آدم

كاتبة من السودان
زر الذهاب إلى الأعلى