ليلة الخندريس
نَحْنُ زَبَانِيَةُ القَدْرِ الكِرَام، نَحْنُ اِسْتِحْيَاءَاتُ أَوَرَاقِ طُوبَى مِنْ عَوْرَةِ أَبِينَا، نَحْنُ كُلّ تِلْكَ النُّطَفِ التِّي خُلقَتْ وَلَمْ يخسفْ بِهَا بَعْدَ !
تَخَرُصَاتٌ اِنْتَهَتْ بِهَا أهَـازِيجُ سَهْرَةٍ وُجُودِيّـة، اِنْتَهَتْ بامتزاج بَاهِر بَيْنَ تَجْرِيدِيّـة الإِنْسَان السّمَاوِي وَالخَمْر الإلَهِيّ الـمُشْتَهَى.
مَا قَبْل الوَهَجِ :
نُطَفٌ هَوَاجِعَ مِنْ أَهْوَالِ التّجْرِبَةِ، قُلُوبٌ عُفِرَتْ بَيْنَ الرعَشَةِ وَالأُخْرَى، قِـصَصٌ اُقْتضِبَتْ فِي فُلْكٍ يَـدُورُ فِي مسيدٍ مُزَرْكَش بِالصُحُفِ !
– أَيْــنَ الصُحُف مِنْ وَهَجِ الخندريس؟
الصُحُف نَهَشَتْـهَــا نِيَرَانُ الخَلِيفَــة عَبْرَالـقُرُونِ وَالخَنْدريسُ لايِزالُ سَائِغا شَـفَّافْا لِمَنْ أرَادَ شَـرَابَــهُ.
أَصْلُ الاِرْتِشَاف:
– أَرَوَاحٌ سَارِحَةٌ فِي تَرَفِ الأَجْرَامِ السَّمَــاوِيَّــةِ.
– أَرَوَاحُ تَائِـهَــةُ فِي ظِلَالِ الــبـاحــرة.
– أَرَوَاحٌ زَائِـغَــةٌ فِي أَوْطَانٍ فَاتِـنَـةٍ.
هَاجَتْ شَهْوَاتهمْ فِي حِينَ يَقَظَة، اقْتادتهم لِأَبْوَابِ المُشْتَهَى وَهُمْ لَهَا لَاهِجُونَ بِتَصَوّرَاتٍ خَافِتَــةْ، أَذُكَّار مَارِجَــةْ، قُـلُوب شَاخِصَــةْ .
أَثْنَاءَ الوَهَجِ :
الخَنْدَريس هَوَى بِنَا لِسَاحَاتِ التَّكَهُـنِّ الخَلْفِيـة، صَنْعَ حَشَائِش سَرْمَـدِيـةِ مِنَ الانْـتِــظَارِ، نَتَحَ مِنْ جحور الـفَضِيلَةِ البَكْمَــاء لِدَهَاليزِ الـخَطِيئَةِ الشَمْطَــاء.
الأَرْوَاحُ الآنَ تَــرْكُضُ فِي أَرَاضــي دُونَ ملّحْ، مَهَـــاجِر دُونَ مُلْك، أيَّـــام دُونَ صُبحْ.
– الأَرْوَاحُ فِيمَا بَعْدَ الوَهَجِ: تَوَضَئوُا بالخَنْدَريس عَسَى أَنْ تُكْتَبْ صُحُفُكُمْ مِن جديد.