تشظٍّ
وتتشظى على:
جلدٍ حاد، دمٍ جاف، أعينٍ ممزقة،
غيمٍ طويل من دمعٍ مهترئ،
رائحة احتراق السماء تقذف موسيقى نشاز،
أطفالٍ هاربين من حصة أخيرة،
امرأةٍ على حافة الطريق تتسول قلبًا،
ذاكرةٍ تنبح في صلاة النسيان الأخيرة؛
من يد النوم الماضي على جناح مرتجف،
تُقسمه بخنجر مغزول من غبار الصخر،
غزلانٍ جائعة؛ تُرى بشبق الدماء على أوردتها،
أبوابٍ مُعلقةٍ على فضاء فاصل بين دنيا ودُنيا،
حين تُشرع في الصليلِ الأخير تُنادي وهج الدنيا الأخرى
وتُدفن بلا مأتم.
وتتشظى
على صدر أم شهيد جنة مُستبدلة،
وجعٍ على خد ما،
أغنيةٍ منفرطة من دق الدخان الهاطل على الأكفان،
تطرق الآن الأفكار فكرة عاجزة:
كيف ينال الأرق من الأعين؟
جزاء أم إهداء؟
أم عقاباً للجسد على هدر الحنين؟
الوقت مُجفف ومُحنط على أسرار الأرامل، وحين يتكسر الالتئام الأخير تتكبل بالموت.
تتشظى
الأيام و الليالي، على أفواهٍ باردة،
على أرواحٍ خاوية تسكنها العصافير وقلب كاذب يذرف الضحكات من ظلال نحاسية.
ذهب مُغطى بالتراب،
وعلى السهل الوحيد ثيران شاردة، بأعين تسيل بالحمى الجائعة.
وتتشظى:
اللؤلؤ منك يصنع قمرًا،
صراخك فضاء أسمر تتكئ عليه بقاياك،
تُراقب ظل رجلٌ أخير،
بأيدٍ تعض معصم الأسد،
وبعينين تُهدي طفلة تهويدة تطفو بها على حُلم مُسكر.
هو الأخير من أمنية مارد حين جاء آخر ظل يتشظى..
ويتكسر
لا يتبدد
ولا يلتئم..
تتشظى