كتابة على جدارٍ طاعنٍ في السِّن
أعرِفُ
أنّا طوَّعْنا الجيناتِ
وأنَّا فَكَّكْنا التَّركِيبَ النَّوِويَّ
وعَبَّأْنَا كَفَّيْه جَحِيماً
موْتاً
أَشهد أَنَّا جادلنا في النِّسبيِّ
وفي الزمنِ المُطلَقِ
طُوبى
للعقلِ النفَّاذِ ومَرحَى!!
لكنِّي أتحدَّثُ عَنْ
قَلبٍ يَسَعُ الدُّنيا
عن قلبٍ
مسكونٍ بالحبِّ
ومشحونٍ مقتاً
عن قلبٍ لا يَتعلَّم أبداً
عن قلبٍ
لا يهدأ أبداً.
لو أن كلمبس
من يخبرُ فاتِنتِي
أنَّ العالمَ يسرقُني مِنها الآنَ
من يُخبرُها
أنَّا في الحانةِ
كُنَّا أكثرَ من مائةٍ
نَسبَأ زِقَّاً للعِشقِ
ونشربُ نخبَ صباها
من يُخبرُها؟
أنَّ الحانةَ لم تعدِ الحانة
تستهوْي السُّمارَ
يا سيِّدَتِي
لو أنَّ كُلُمْبُسَ كانَ حصيفاً
ما أبحرَ في بحرِ الظُّلماتِ
وما فكَّ شِراعاً أصلاً
ولكانَ وجيهاً في غرناطة.
بيان يخصني
لي أفقٌ يتَّسِعُ لكلِّ خياراتِ الآخرِ
ولأنِّي أرفضُ أنْ أُسجَنَ
في قفصِ الرأيِ الواحدِ
تتمددُ أغصانِي
تشربُ من كل الأضواءِ
وكل الأنداءِ
بِي عشقٌ
جارف
أنْ أمشِي بينَ النَّاسِ فريداً
أعرضُ أزهارِي فِي الشَّمسِ
أُسهم فِي كلِّ حِواراتِ العالمِ
فأنا أيضاً
أعرفُ أشياءَ جميلة
أقدرُ أنْ أبدعَ أشياءَ جميلة
أن أدخلَ
في الجدلِ الناشطِ
في الأشياء
أنْ أدْهِشَكمْ
بالرأيِ النَّافذِ
كالضوءِ
وكالماءِ
بالضحكِ الباسلِ
في قلبِ المأساة
لكنِّي
أَضْعُفُ أحياناً
يقعدني البأس العاصف
عن فهمِ الأشياء.
* شاعر من السودان