… وقبلَ أن ينتصِفَ النَّهار،
سيصحبُكَ كافكا إلى مكتبِ البَريد*
ليس بعيداً عن بيتِك،
بيتِكَ الذي قُربَ البحرِ
والشجراتِ الثلاثِ الوحيداتِ هناك…
لن تركبَ درَّاجتَك العتيقة
تتذكَّرُ أنَّ كافكا معكَ،
وقد نَسِيَ درَّاجتَه في براغ …
تقولُ له: سأُرسِلُ قَصصَك إلى صَديقٍ لا يشبَعُ من الكُتب،
ولكن ليسَ هذا هو السبب،
فالحربُ التي تدورُ في بَلَدِهِ، ومنذُ وَجَعٍ بعيد،
شرَّدَتْ أصدقاءه وكتبَهم وحبيباتِهم، ونِيِلَهم ذاكَ لا سِواه…
فهوَ إذاً لا يملُكُ غيرَ أن يقرأ،
أحدُهم قالَ هذا بعدَ بدءِ الخَليقَةِ بِساعات:
حينَ يُجنُّ العالَمُ،
فلا عزاءَ إلا بالكُتُب…
الثلاثاء ٣ أكتوبر ٢٠٢٣ م
—————————————————————
* يقولونَ لكَ في مكتبِ البريد: عُدْ غداً بعد أن نحصُلَ على الموافقةِ لتُرسلَ كتابَكَ إلى صديقِك في بِلادِ الواق واق…
تقولُ لهم: منذُ سنين ولا تحتاجُ الطرودُ إلى هناك موافقة،
غيرُها يحتاجُ، هي لا،
وإلا فما فائدةُ أن تكونَ هي لا غيرُها بلادَ الواق واق …؟!
يقولونَ لك: لا ندري، ولكن هكذا صارَ الأمرُ ربما فعلَ أحدُهم شيئاً هناك …
أنتَ لا تدري، فالناسُ لا يظلَّونَ كما هُمْ إلى الأبد …
لا بُد أنَّهم ملَّوا فأرسلَ شاعِرٌ مِنهم قصيدةً اسمها (الكاما سوترا السمراء)،
أرأيت، اسم كهذا وحدَه يفتحُ أبوابَ الشَّرِّ باباً تِلو الآخَر …
مؤسِفٌ حقَّاً أنَّ موظفي البريد، وسِواهم، لا يعجزونَ أن يجدوا الردود، وكأنَّهم يلتقِطونَ طوابعَ البريد …
الأربعاء ٤ أكتوبر ٢٠٢٣ م