احتمالات نجاة ، احتمالات موت

صاحبي،
صحوتُ، وانتدبتُ لعيني خرائطَ غيرَ التي كانت،
وافتعلتُ عمرًا تحت عمري الذي كان.
نهضتُ غيرَ هيّابٍ إلى شارعٍ تنتظر أزقّتُهُ قتلي.
صاحبتي،
ها أنتِ تصفّدين عيني بسؤالكِ المربك:
هل أنتَ على قيد الحياة؟
كم مرّت أمامي، حينها، مسرعةً كبرقٍ، احتمالاتُ حياةٍ كثيرة،
لكنني لم ألتقطني البتة في واحدةٍ منها.
لم أجدني طفلًا غرًّا، ولا كهلاً يتوكأ على عصا.
شخوصٌ متناهيةُ الصغر عبرت قُبالتي،
وعلى مرمى أبصارِها مدنٌ وهجر تليق ببشرٍ غير قزميّين كالعابرين،
غير أنني لم أعثر على صورتي بينهم.
هل ترينني – لمجرد رسالةٍ عبر وسيطٍ إلكتروني – حيًّا؟
أم خُيّلَ لي ولكِ؟
لسنا، هنا في النادوس، يا فتاة، أحياءً؛
جميعُنا عبرنا، سقطت من بعضنا شواخصُهم على القبور،
وبقي البعض الآخر يحملها على ملامحه ويمشي.
يا صاحبتي، أيا صاحبي،
لِنملأ الحياة – أيَّ حياةٍ تكن – بالحروف الصمّاء،
ولتدُوِ في الغابات، والأنهار المتدفقة، والجبال،
وفي الأيادي التي لم تزل تُفرد المعاني لاحتمالات نجاة…
١٠ أكتوبر ٢٠٢٥