قبل امِّحاء العالم المشهود..
قبل هذا اليباب بجنة
فيما نهار الحنين واقف
بالقلب دهراً ..
والمخاوف بالباب
وكنت أنظر ما يغسل دمي من الحرائق..
فقد خانتني المياه ولم تزل..
خانتني نفسي بما خصني فيها
من تراشق الأنخاب
خانتني المعزة حين عزتها
إذ كان الرهان أغلى من دمي
وما سويت من قمر..
هو القلب أنصت دافئاً
ومضى..
يعالج ما يخص الله فينا من سرٍّ
هو ما علينا من نزوع الجسد..
إلى صلواته المربكة
وما يشق على الجلد
قد نما وجهك في الأيام أغنية
أغرقت في البحر..
وعصافير البال شاردة
حين التقادم
فمن بالباب يا قلب؟
تلك فاكهة خانها النضج
فاقتنصها حراس هذا الأبد
بكل اللغات
بالشوق فاتحة
بالقلب بالجسد المجسد في الليالي نَذرُك…
لا
لا تدخلي هذا الخلاء
حسبك…
فإني طعمت النوى
وفاض بكفي الزبد
ألبستني صهد النار ذات ضحى
والنار كنز العارفين
فلا تجئ ثانية بربك
يكفي النار والناي
ونخب العشيات بدربة
فما أقام بالقلب من حب أفاء..
واستظل به الجسد.
(مجتزأ من النص)
*كاتب من السودان