لكُلِّ شيءٍ جهتُهُ الثانية في مرآةِ العابِرِ..
عندما تنزلُ في اللحظةِ،
لحظةُ الاقترانِ الكلّي المجتزأ من روحٍ شريدةٍ بالنص المبثوث أمام بصرك
بتشكيلاتِهِ المحددةِ من ناحيتِهِ،
فإنك سرعان ما تبدأ في التأملِ بالجهةِ الثانيةِ للنص..
ولا أقصد بالجهة الثانيةِ هذه تأويلات النص،
مقاصده وفق كل مرآةِ/قارئ،
ربما هي أقرب إلى النص الموازي لكن ذلك ليس على وجه التحقيق..
هي على وجه التقريب لا الدقة انعكاسٌ يتأتى لأعمى
والأكيد أنه لا يأتي من العتمةِ..
خذ إليك برفقٍ مثلاً:
بينما النّهارُ في إغفاءتِهِ..
تتسلى عصافيرُ الليلِ الماكِرةِ،
بارتعاشاتِ الماءِ،
على
مرايا
الأخيلة.
ستتجه (إن كنت أعمى) مباشرة إلى الجهةِ الثانيةِ لتلقى قبالتك ما ينبغي للنّهارِ أن يكون عليه إن كان الليل في تلك الغفوة..
ومثلي ربما سُرتي، أن الارتعاش سيمشي إلى الاقترانِ بأخيلتِهِ دون حاجةٍ إلى التسليةِ لأن الاقتران سيكون في الوسع
ولا يفوت على فطنتك أن ذلك ليس بالتأويل..
ومثل كذلك قد ترى أن الجهة الثانية هنا
ستكون شطحاً،
إذ بمقدورِ النهار أن يجعل الأخيلة تتوارى
حيث لا سبيل أمامها لسطوةِ الضوءِ
والأخيلة تهوى السرى خفية كالظلال…
وهكذا..
إننا بأيِّ منحىً بقبضةِ الجهةِ الثانية،
جهةُ القلبِ سمها،
جهة الموازي قل..
لكنا عبرنا مما هو أمامنا ماثل إلى نبضِهِ في الجهةِ الثانية.
*كاتب من السودان